تقييم استراتيجية تداول باستخدام البيانات التاريخية لمراقبة الأداء.
الاختبار الرجعي هو عملية أساسية في تطوير وتقييم استراتيجيات التداول. يتضمن تطبيق استراتيجية تداول على بيانات السوق التاريخية لتقييم مدى أدائها في الماضي. من خلال محاكاة الصفقات بناءً على الأسعار التاريخية، يمكن للمتداولين تقدير الربحية المحتملة والمخاطر المرتبطة بالاستراتيجية قبل استثمار رأس مال حقيقي.
الهدف الأساسي من الاختبار الرجعي هو تقييم فعالية نهج التداول. يساعد في تحديد ما إذا كانت الاستراتيجية تمتلك ميزة في السوق أو إذا كانت تتناسب مع البيانات الماضية بالصدفة فقط. الاختبار الرجعي مفيد بشكل خاص لأنه يوفر مقياسًا قابلاً للقياس لأداء النظام مثل العائد الإجمالي، الانخفاضات، معدل الفوز، والعوائد المعدلة حسب المخاطر مثل نسبة شارب.
صيغة أساسية تُستخدم غالبًا في الاختبار الرجعي تتعلق بحساب العوائد خلال فترة معينة. على سبيل المثال، يمكن التعبير عن العائد البسيط على صفقة كالتالي:
Formula: Return = (Exit Price – Entry Price) / Entry Price
تقيس هذه الصيغة نسبة الربح أو الخسارة على الصفقة. عند إجراء الاختبار الرجعي، يتم تطبيق هذا الحساب على كل صفقة محاكاة وتجميع النتائج لفهم الأداء الكلي.
لنأخذ مثالًا عمليًا يتعلق بزوج العملات EUR/USD (سوق الفوركس). افترض أن متداولًا طور استراتيجية تقاطع المتوسطات المتحركة: شراء عندما يعبر المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا فوق المتوسط المتحرك لـ 200 يوم (إشارة صعودية)، وبيع عندما يعبر المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا تحت المتوسط المتحرك لـ 200 يوم (إشارة هبوطية). لإجراء الاختبار الرجعي، سيقوم المتداول بجلب بيانات أسعار EUR/USD اليومية التاريخية، وتطبيق قواعد المتوسطات المتحركة هذه، وتسجيل جميع الصفقات المحاكاة. قد يكشف الاختبار الرجعي أن هذه الاستراتيجية حققت أرباحًا ثابتة في ظروف سوق معينة، بينما تكبدت خسائر خلال فترات الاتجاه أو التقلبات. تتيح هذه الرؤية للمتداول تحسين الاستراتيجية، مثل إضافة عوامل تصفية أو تعديل مستويات وقف الخسارة.
ومع ذلك، يخضع الاختبار الرجعي لعدة أخطاء ومفاهيم خاطئة شائعة:
1. الإفراط في التخصيص: يحدث هذا عندما تكون الاستراتيجية مصممة بشكل مفرط لتناسب البيانات التاريخية، مما يلتقط الضوضاء بدلاً من أنماط السوق الحقيقية. يمكن أن يؤدي الإفراط في التخصيص إلى نتائج اختبار رجعي ممتازة ولكن أداء تداول حي ضعيف لأن النموذج يفشل في التعميم على بيانات جديدة.
2. تجاهل تكاليف المعاملات: كثير من المبتدئين ينسون احتساب الفروقات، العمولات، والانزلاق السعري. يمكن أن تؤدي هذه التكاليف إلى تقليل الأرباح بشكل كبير ويجب تضمينها في الاختبار الرجعي لتعكس العوائد الصافية الواقعية.
3. استخدام افتراضات غير واقعية: على سبيل المثال، افتراض تنفيذ الأوامر بشكل مثالي عند الأسعار التاريخية بدون تأخيرات أو تنفيذ جزئي يمكن أن يعطي نتائج مضللة. الأسواق ديناميكية وظروف التنفيذ تختلف.
4. مشاكل جودة البيانات: البيانات التاريخية الرديئة أو غير المكتملة يمكن أن تشوه نتائج الاختبار الرجعي. من المهم استخدام بيانات نظيفة وموثوقة تتناسب مع ظروف السوق التي ستطبق فيها الاستراتيجية.
الاستفسارات ذات الصلة التي يبحث عنها الناس غالبًا تشمل “كيفية إجراء اختبار رجعي لاستراتيجية تداول”، “أفضل برامج للاختبار الرجعي”، “الاختبار الرجعي مقابل الاختبار الأمامي”، و”الأخطاء الشائعة في الاختبار الرجعي”. فهم هذه المواضيع يمكن أن يعزز قدرة المتداول على بناء استراتيجيات قوية.
باختصار، الاختبار الرجعي هو أداة قيمة للمتداولين للتحقق من صحة الأفكار وزيادة الثقة قبل التداول الحقيقي. رغم أنه لا يضمن النجاح المستقبلي، إلا أنه يساعد في كشف نقاط القوة والضعف للاستراتيجية تحت سيناريوهات سوق مختلفة. الانتباه للأخطاء الشائعة والحفاظ على افتراضات واقعية سيحسن من فائدة نتائج الاختبار الرجعي ويدعم اتخاذ قرارات تداول أفضل.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس