استراتيجية تحكيم حيث يشتري المتداول أصلاً في السوق الفوري ويبيع في نفس الوقت عقده الآجل لتأمين ربح خالي من المخاطر.

النقد والحمل: فهم استراتيجية التحكيم لتحقيق أرباح خالية من المخاطر

النقد والحمل هي استراتيجية تحكيم كلاسيكية تُستخدم في التداول، حيث يقوم المتداول بشراء أصل في السوق الفوري (مكون “النقد”) وبيع عقده الآجل في نفس الوقت (مكون “الحمل”) لتثبيت ربح خالي من المخاطر. تستغل هذه الاستراتيجية فروقات الأسعار بين سعر الأصل الفوري وسعر العقد الآجل عندما يكون سعر العقد الآجل أعلى من تكلفة حمل الأصل حتى تاريخ استحقاق العقد. المنطق الأساسي بسيط: إذا كان سعر العقد الآجل أعلى بكثير من السعر الفوري بالإضافة إلى تكلفة الاحتفاظ بالأصل، يمكن للمتداولين تثبيت عائد مضمون من خلال تنفيذ تحكيم النقد والحمل.

كيف تعمل استراتيجية النقد والحمل

تتضمن العملية ثلاث خطوات رئيسية:

1. شراء الأصل في السوق الفوري بالسعر الحالي (S).
2. بيع (البيع على المكشوف) عقد الآجل على نفس الأصل بسعر العقد الآجل (F) في نفس الوقت.
3. الاحتفاظ بالأصل حتى انتهاء صلاحية العقد الآجل، مع تحمل تكاليف الحمل مثل التخزين، التأمين، وتكاليف التمويل.
4. تسليم الأصل مقابل عقد الآجل عند الاستحقاق، وبذلك يتم إغلاق كلا المركزين.

إذا كان سعر العقد الآجل أكبر من السعر الفوري بالإضافة إلى تكاليف الحمل، يحقق المتداول ربحًا خاليًا من المخاطر. يمكن تلخيص العلاقة بالصيغة التالية:

Formula: F = S × (1 + r + c)

حيث:
F = سعر العقد الآجل
S = السعر الفوري
r = سعر الفائدة الخالي من المخاطر (تكلفة التمويل)
c = تكاليف الحمل (التخزين، التأمين، الأرباح المفقودة، إلخ)

إذا تجاوز سعر العقد الآجل الفعلي هذا السعر النظري، يمكن للمتداول تنفيذ تحكيم النقد والحمل.

مثال عملي

افترض أن متداولًا ينظر إلى عقد آجل لمؤشر الأسهم ينتهي خلال ثلاثة أشهر. لنفترض أن السعر الفوري الحالي للمؤشر هو 4000 نقطة. سعر الفائدة الخالي من المخاطر لمدة ثلاثة أشهر هو 2% سنويًا، وتكلفة الحمل (الأرباح المفقودة من الأسهم في المؤشر) تُقدر بـ 0.5%. باستخدام الصيغة:

F = 4000 × (1 + 0.02 × (3/12) + 0.005 × (3/12))
F = 4000 × (1 + 0.005 + 0.00125) = 4000 × 1.00625 = 4025 نقطة

إذا كان العقد الآجل يتداول عند 4050 نقطة، فهو مبالغ في سعره مقارنةً بتكلفة الحمل. يمكن للمتداول شراء الأسهم الأساسية (أو صندوق يتتبع المؤشر) عند 4000 نقطة، وبيع العقد الآجل عند 4050 نقطة في نفس الوقت. عند انتهاء العقد، يقوم المتداول بتسليم الأسهم مقابل العقد الآجل ويجني الفرق (بعد خصم أي تكاليف معاملات)، مثبتًا ربحًا خاليًا من المخاطر.

الأخطاء والمفاهيم الخاطئة الشائعة

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن تحكيم النقد والحمل خالي تمامًا من المخاطر في جميع الظروف. بينما تهدف الاستراتيجية إلى إزالة مخاطر اتجاه السوق، إلا أنها ليست خالية من المخاطر:

– **مخاطر التنفيذ:** يعتمد التحكيم على تنفيذ كلا الجزأين في نفس الوقت. التأخيرات أو التنفيذ الجزئي قد يعرض المتداولين لمخاطر السعر.
– **تكاليف المعاملات:** العمولات، فروق الأسعار بين العرض والطلب، وتكاليف التمويل يمكن أن تقلل أو تلغي أرباح التحكيم.
– **تغيرات السوق:** التغيرات غير المتوقعة في أسعار الفائدة، إعلانات الأرباح، أو تكاليف التخزين يمكن أن تؤثر على تكلفة الحمل والربح المتوقع.
– **مخاطر السيولة:** لبعض الأصول، خاصة في الأسواق الأقل سيولة، قد يكون من الصعب شراء أو بيع الأصل أو العقد الآجل بالسعر المطلوب.
– **قيود البيع على المكشوف:** بيع العقود الآجلة يتطلب هامشًا وقد يواجه قيودًا تنظيمية أو تشغيلية.

الاستفسارات المتعلقة

يسأل الناس كثيرًا عن الفرق بين تحكيم النقد والحمل وتحكيم النقد والحمل العكسي، الذي يتضمن بيع الأصل على المكشوف وشراء العقد الآجل عندما تتداول العقود الآجلة بسعر أقل من السعر الفوري بالإضافة إلى تكاليف الحمل. ويريد آخرون معرفة كيف تُطبق هذه الاستراتيجية في أسواق الفوركس، حيث تتعلق تكلفة الحمل بفروق أسعار الفائدة بين العملات، أو في تداول السلع حيث تلعب تكاليف التخزين دورًا رئيسيًا.

الخلاصة

تحكيم النقد والحمل هي استراتيجية قوية للمتداولين الذين يمكنهم تحديد عدم كفاءة التسعير بين أسواق الفوري والعقود الآجلة. من خلال شراء الأصل في السوق الفوري وبيع عقده الآجل المبالغ في سعره في نفس الوقت، يمكن للمتداولين تثبيت أرباح خالية من المخاطر، بشرط احتساب تكاليف الحمل ورسوم المعاملات بشكل صحيح. ومع ذلك، يتطلب التنفيذ الناجح اهتمامًا دقيقًا لظروف السوق، التكاليف، والمخاطر التشغيلية.

See all glossary terms

Share the knowledge

هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.

بواسطة ضمان ماركتس