المحلل الفني في التداول يحلل مخططات الأسعار والأنماط للتنبؤ بحركات السوق المستقبلية، معتمداً على بيانات الأسعار التاريخية والمؤشرات الفنية.

المحلل البياني هو متداول أو محلل يدرس الرسوم البيانية التاريخية للأسعار والأنماط بهدف التنبؤ بحركات السوق المستقبلية. على عكس المحللين الأساسيين الذين يركزون على المؤشرات الاقتصادية، أرباح الشركات، أو الأحداث الجيوسياسية، يعتمد المحللون البيانيون بشكل أساسي على أدوات التحليل الفني مثل الرسوم البيانية للأسعار، حجم التداول، ومؤشرات فنية متنوعة. تستند منهجيتهم إلى الاعتقاد بأن جميع المعلومات ذات الصلة تنعكس بالفعل في تحركات الأسعار، وأن التاريخ يميل إلى التكرار من خلال أنماط ورسوم بيانية واتجاهات يمكن التعرف عليها.

في جوهره، يتضمن التحليل البياني رسم سعر الأصل—سواء كان سهمًا، زوج عملات، مؤشرًا، أو سلعة—على مدى فترة زمنية محددة. يبحث المحللون البيانيون عن تشكيلات متكررة مثل الرأس والكتفين، القمم والقيعان المزدوجة، الأعلام، والمثلثات لتحديد احتمالات انعكاس الاتجاه أو استمراره. كما يستخدمون أدوات رياضية مثل المتوسطات المتحركة، مؤشر القوة النسبية (RSI)، وأشرطة بولينجر لتأكيد الإشارات وتقييم زخم السوق أو تقلباته.

على سبيل المثال، مؤشر فني شائع يستخدمه المحللون البيانيون هو تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة (MACD)، الذي يساعد في تحديد التغيرات في قوة، اتجاه، زخم، ومدة الاتجاه. يُحسب MACD كفرق بين المتوسط المتحرك الأسي لفترة 12 والمتوسط المتحرك الأسي لفترة 26 لسعر الأصل. الصيغة هي:

Formula: MACD = EMA(12) – EMA(26)

عندما يعبر خط MACD فوق خط الإشارة المتوسط المتحرك الأسي لفترة 9، قد يشير ذلك إلى إشارة شراء، في حين أن عبوره للأسفل قد يشير إلى اتجاه هابط.

مثال تداول واقعي: لنأخذ زوج العملات EUR/USD في سوق الفوركس. افترض أن المحلل البياني يلاحظ تشكيل مثلث هابط يتكون على مدى عدة أسابيع، يتميز بقمم منخفضة ومستوى دعم ثابت عند 1.1000. غالبًا ما يشير هذا النمط إلى احتمال حدوث اختراق هابط. إذا انخفض السعر دون مستوى الدعم 1.1000 مع زيادة في حجم التداول، قد يتوقع المحلل البياني مزيدًا من الهبوط ويبدأ في اتخاذ مركز بيع. وعلى العكس، إذا فشل السعر في كسر الدعم وارتد، فقد يشير ذلك إلى فرصة شراء.

رغم فائدة التحليل البياني، هناك أخطاء ومفاهيم خاطئة شائعة يجب أن يكون المتداولون على دراية بها. من الأخطاء المتكررة الاعتماد المفرط على مؤشر أو نمط واحد دون النظر إلى السياق الأوسع للسوق. على سبيل المثال، قد يفشل نمط الرأس والكتفين إذا كان شعور السوق العام يتعارض بشدة مع إشارة النمط. من المخاطر الأخرى “تكييف النمط البياني بشكل مفرط”، حيث يرى المتداولون أنماطًا غير ذات أهمية حقيقية، مما يؤدي إلى إشارات خاطئة.

مفهوم خاطئ آخر هو أن المحللين البيانيين يتنبأون بأهداف سعرية دقيقة. في الواقع، التحليل البياني يعتمد أكثر على التنبؤ الاحتمالي—تحديد السيناريوهات ذات الاحتمالية الأعلى بدلاً من اليقينيات. وهذا يعني أن إدارة المخاطر واستراتيجيات وقف الخسارة هي أجزاء أساسية من أدوات المحلل البياني.

غالبًا ما يبحث الناس عن مواضيع ذات صلة مثل “المحلل البياني مقابل المحلل الأساسي”، “كيفية قراءة الرسوم البيانية للتداول”، أو “أفضل المؤشرات للمحللين البيانيين”. من المهم فهم أن المحللين البيانيين يكملون التحليل الأساسي بدلاً من استبداله تمامًا. العديد من المتداولين الناجحين يجمعون بين النهجين للحصول على رؤية أشمل.

باختصار، يستخدم المحلل البياني الرسوم البيانية للأسعار والمؤشرات الفنية لتفسير نفسية السوق المضمنة في حركة السعر، بهدف التنبؤ بحركات الأسعار المستقبلية. وعلى الرغم من قوة هذه الطريقة، إلا أنها تتطلب الانضباط، التأكيد من أدوات متعددة، وإدارة مخاطر حذرة لتجنب الأخطاء الشائعة.

See all glossary terms

Share the knowledge

هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.

بواسطة ضمان ماركتس