المخاطرة بأن الطرف الآخر في الصفقة يفشل في التنفيذ.

مخاطر الطرف المقابل هي مفهوم أساسي في التداول والتمويل، وتشير إلى احتمال أن الطرف الآخر المتورط في الصفقة قد يفشل في الوفاء بالتزاماته التعاقدية. ببساطة، هي المخاطرة بأن الطرف المقابل لا ينفذ ما تم الاتفاق عليه، مما قد يؤدي إلى خسارة مالية للمتداول أو المستثمر.

عمليًا، عندما تدخل في صفقة—سواء كانت شراء أسهم، أو الدخول في عقد صرف أجنبي (FX)، أو تداول عقود الفروقات (CFDs)—تعتمد على الطرف المقابل للوفاء بالصفقة. على سبيل المثال، في صفقة عقود الفروقات، أنت لا تملك الأصل الأساسي ولكن لديك اتفاق مع وسيط أو مؤسسة. إذا أصبح هذا الوسيط معسرًا أو رفض دفع الأرباح، فإنك تواجه مخاطر الطرف المقابل. هذه المخاطرة متأصلة في الأسواق خارج البورصة (OTC) حيث تتم الصفقات مباشرة بين الأطراف، دون وجود بورصة مركزية تعمل كوسيط.

مخاطر الطرف المقابل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمخاطر الائتمان، ولكن بينما تشير مخاطر الائتمان عادة إلى احتمال الخسارة بسبب فشل المقترض في سداد القرض، فإن مخاطر الطرف المقابل أوسع وتشمل خطر التخلف عن السداد في أي نوع من العقود المالية.

طريقة شائعة لقياس التعرض لمخاطر الطرف المقابل هي من خلال مفهوم التعرض المتوقع (EE) والتعرض المستقبلي المحتمل (PFE). إحدى الصيغ المبسطة المستخدمة في تقييم مخاطر الائتمان هي:

Formula: Expected Loss (EL) = Probability of Default (PD) × Exposure at Default (EAD) × Loss Given Default (LGD)

هنا، احتمال التخلف عن السداد هو فرصة تخلف الطرف المقابل، والتعرض عند التخلف هو المبلغ المستحق وقت التخلف، والخسارة عند التخلف هي نسبة التعرض التي لن يتم استردادها.

يمكن رؤية مثال واقعي في تداول الفوركس. افترض أن متداولًا يدخل في عقد آجِل لشراء اليورو بعد ثلاثة أشهر بسعر محدد مسبقًا. الطرف المقابل هو بنك. إذا كان البنك معسرًا عند استحقاق العقد ولم يستطع تسليم اليورو أو تسوية الفرق، يواجه المتداول مخاطر الطرف المقابل. برزت مثل هذه الحالات بشكل واضح خلال أزمة 2008 المالية عندما تخلفت عدة مؤسسات مالية أو واجهت مشاكل سيولة حادة، مما صعّب على الأطراف المقابلة تسوية الصفقات.

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن استخدام وسطاء منظمين أو التداول عبر البورصات يلغي تمامًا مخاطر الطرف المقابل. بينما غالبًا ما تخفف البورصات المخاطر من خلال عملها كأطراف مقابلة مركزية (مقاصة) تضمن الصفقات، يمكن أن تستمر مخاطر الطرف المقابل في شكل فشل المقاصة أو المخاطر النظامية خلال ظروف السوق القصوى. بالنسبة للصفقات خارج البورصة، يجب على المتداولين توخي الحذر بشكل خاص، لأنها غير موحدة ولا توجد مقاصة مركزية لها.

خطأ شائع آخر هو التقليل من مخاطر الطرف المقابل في المنتجات ذات الرافعة المالية مثل عقود الفروقات أو المشتقات. الرافعة المالية تضخم الأرباح ولكنها أيضًا تكبر الخسائر، بما في ذلك الخسائر الناتجة عن تخلف الطرف المقابل. أحيانًا يركز المتداولون فقط على مخاطر السوق—مخاطر تحرك الأسعار—متجاهلين أنه إذا تخلف الطرف المقابل، قد لا يتم تسوية الصفقة حتى لو كانت مربحة.

لتخفيف مخاطر الطرف المقابل، يستخدم المتداولون والمؤسسات عدة استراتيجيات:

1. العناية الواجبة بالطرف المقابل: تقييم الجدارة الائتمانية والاستقرار المالي للطرف المقابل قبل الدخول في الصفقات.

2. متطلبات الضمان والهامش: الاحتفاظ بضمانات أو طلب ودائع هامش لتغطية الخسائر المحتملة إذا تخلف أحد الطرفين.

3. اتفاقيات المقاصة: تعويض الالتزامات المتبادلة لتقليل التعرض.

4. استخدام غرف المقاصة المركزية: التداول في بورصات أو منصات منظمة تضمن التسوية.

5. التنويع: تجنب تركيز الصفقات مع طرف مقابل واحد.

الأسئلة المتعلقة التي يبحث عنها المتداولون غالبًا تشمل: “كيف تحسب مخاطر الطرف المقابل؟” “ما الفرق بين مخاطر الطرف المقابل ومخاطر الائتمان؟” “كيف تؤثر مخاطر الطرف المقابل على تداول الفوركس؟” و”كيف تحمي نفسك من مخاطر الطرف المقابل في عقود الفروقات؟”

باختصار، مخاطر الطرف المقابل هي عامل حاسم يجب أخذه في الاعتبار في جميع أنشطة التداول التي تشمل اتفاقيات مع أطراف أخرى. وعلى الرغم من أنه لا يمكن القضاء عليها تمامًا، فإن فهم طبيعتها واستخدام تقنيات إدارة المخاطر يمكن أن يساعد المتداولين على تقليل الأضرار المالية المحتملة.

See all glossary terms

Share the knowledge

هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.

بواسطة ضمان ماركتس