نمط بياني صاعد يشبه الكوب مع المقبض، يشير إلى احتمال حدوث اختراق صاعد.
نمط الكوب والمقبض هو تشكيل بياني صاعد معروف يبحث عنه المتداولون الفنيون غالبًا كإشارة لاحتمال حدوث اختراق صاعد. سُمي بهذا الاسم بسبب شكله المميز الذي يشبه كوب الشاي يتبعه نمط تجميع أصغر—وهو المقبض. فهم هذا النمط يمكن أن يساعد المتداولين في تحديد فرص الشراء في الأسهم، المؤشرات، الفوركس، أو عقود الفروقات.
عادةً يبدأ النمط بانخفاض في السعر، يليه تعافي تدريجي يشكل قاعًا دائريًا لـ “الكوب”. هذا القاع الدائري مهم لأنه يشير إلى فترة تجميع حيث يقل ضغط البيع ويبدأ اهتمام الشراء في التزايد. بعد تكوين الكوب، يتراجع السعر قليلاً، مكونًا “المقبض”. المقبض عادةً ما يكون فترة قصيرة من الحركة الجانبية أو انحدار طفيف إلى الأسفل، مما يشير إلى التخلص النهائي من الحائزين الضعفاء قبل الاختراق.
يحدث الاختراق عندما يتحرك السعر فوق مستوى المقاومة الذي يشكله حافة الكوب. هذا المستوى المقاوم هو في الأساس أعلى نقطة قبل بدء تكوين الكوب. غالبًا ما يستخدم المتداولون حجم التداول لتأكيد الاختراق، حيث يبحثون عن زيادة في حجم التداول لتأكيد أن الحركة الصاعدة قوية.
من الناحية الصياغية، رغم أن نمط الكوب والمقبض يعتمد أكثر على الرؤية البصرية منه على الصيغ، إلا أن المتداولين غالبًا ما يقدرون أهداف السعر باستخدام ارتفاع الكوب. يمكن تقريب الحركة السعرية المتوقعة بعد الاختراق بالمعادلة التالية:
Price Target = Breakout Level + (Depth of the Cup)
حيث:
– Breakout Level = مستوى المقاومة عند حافة الكوب
– Depth of the Cup = الفرق بين حافة الكوب وأدنى نقطة في الكوب
على سبيل المثال، إذا كانت مقاومة السهم (الحافة) عند 50 دولارًا وأدنى نقطة في الكوب عند 40 دولارًا، فإن العمق هو 10 دولارات. بمجرد حدوث الاختراق فوق 50 دولارًا، قد يتوقع المتداول أن يرتفع السعر إلى حوالي 60 دولارًا.
مثال كلاسيكي يظهر في شركة آبل (AAPL) خلال مرحلة التعافي بعد الأزمة المالية لعام 2008. شكل السهم كوبًا واضحًا مع نمط مقبض بين أواخر 2008 وأوائل 2010. بعد تجميع المقبض، اخترقت آبل المقاومة بحجم تداول قوي، مما أدى إلى ارتفاع كبير في الأشهر التالية.
رغم شعبيته، يجب على المتداولين الانتباه إلى الأخطاء والمفاهيم الخاطئة الشائعة المتعلقة بنمط الكوب والمقبض. أحد الأخطاء المتكررة هو اعتبار أي قاع دائري كوبًا صالحًا دون مراعاة نسبة النمط والإطار الزمني. يجب أن يكون الكوب ذا شكل دائري ناعم وعادةً ما يستغرق عدة أسابيع إلى أشهر ليكون موثوقًا. الكوب الضحل أو الحاد جدًا قد لا يعطي إشارة قوية.
مفهوم خاطئ آخر هو أن المقبض دائمًا ينحدر إلى الأسفل. رغم أن الانحدار الطفيف شائع، يمكن أن يكون المقبض أحيانًا مستويًا أو حتى مائلًا قليلًا إلى الأعلى. المفتاح هو أن يعكس المقبض فترة تجميع مع انخفاض في الحجم قبل الاختراق.
بالإضافة إلى ذلك، بعض المتداولين يدخلون الصفقة مبكرًا، قبل تأكيد الاختراق. الصبر ضروري؛ الدخول فقط بعد تأكيد الاختراق مع زيادة الحجم يقلل من الإشارات الخاطئة. كما أنه من المهم مراقبة ظروف السوق العامة، لأن حتى الأنماط القوية قد تفشل في بيئات هابطة أو شديدة التقلب.
غالبًا ما تُطرح أسئلة متعلقة مثل “كيف تتداول نمط الكوب والمقبض؟”، “ما هو الطول المثالي للمقبض؟”، أو “هل يمكن استخدام نمط الكوب والمقبض في تداول الفوركس؟” الإجابات تعتمد على الأصل والإطار الزمني، لكن عمومًا يجب ألا يتجاوز المقبض ثلث طول الكوب من حيث المدة، والنمط قابل للتطبيق عبر أسواق مختلفة بما في ذلك الفوركس وعقود الفروقات، بشرط وجود حجم تداول وتأكيد للاختراق.
باختصار، نمط الكوب والمقبض هو أداة قيمة للمتداولين الذين يهدفون إلى تحديد إشارات استمرار صاعدة. يتطلب تقييمًا دقيقًا لشكل النمط، الحجم، تأكيد الاختراق، والسياق العام للسوق لزيادة احتمالية النجاح.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس