التداول الشبكي

يُعد تداول الشبكة (Grid Trading) إستراتيجية شائعة بين المتداولين الذين يرغبون في الاستفادة من تقلبات السوق دون محاولة التنبؤ بدقة باتجاهات الأسعار. تقوم هذه الإستراتيجية في جوهرها على وضع سلسلة من أوامر الشراء والبيع عند فواصل سعرية محددة مسبقًا، أعلى وأسفل سعر أساسي معين. ويُنشئ ذلك “شبكة” من الأوامر تهدف إلى تحقيق الربح من التحركات السعرية المتكررة ضمن نطاق محدد.

كيف تعمل الإستراتيجية؟

تخيّل أنك تتداول زوج العملات EUR/USD، الذي يتحرك خلال فترة معينة بين 1.1000 و 1.1100.
بدلًا من محاولة التنبؤ بما إذا كان السعر سيرتفع أو ينخفض، تقوم بوضع أوامر شراء عند مستويات أقل من السعر الأساسي (كل 10 نقاط مثلًا عند 1.1090، ثم 1.1080، ثم 1.1070، إلخ)، ووضع أوامر بيع عند مستويات أعلى (مثل 1.1010، 1.1020، 1.1030، وهكذا).
ومع تحرك السعر صعودًا وهبوطًا، تُنفّذ أوامر الشراء عند الانخفاض، وتُنفّذ أوامر البيع عند الارتفاع، مما يسمح لك بتحقيق ربح من هذه التذبذبات.

الميزة الأساسية للاستراتيجية

الميزة الكبرى في تداول الشبكة هي أنه لا يتطلب توقعًا دقيقًا للسوق، بل يستفيد من التقلبات الطبيعية في الأسعار.
ويمكن تطبيقه في مختلف الأسواق، مثل الفوركس، وعقود الفروقات، والمؤشرات، والأسهم.
فعلى سبيل المثال، قد يستخدم أحد المتداولين هذه الإستراتيجية على مؤشر S&P 500 CFD، بوضع أوامر شراء وبيع عند فواصل ثابتة لالتقاط المكاسب خلال فترات التذبذب.

الصيغة الأساسية لحساب الربح المحتمل لكل مستوى من الشبكة

Profit per level = (Sell Price − Buy Price) × Number of Units

وبما أنّ الصفقات تُفتح وتُغلق عند مستويات مختلفة في الشبكة، فإن الأرباح التراكمية يمكن أن تتجمع من عدة تحركات سعرية صغيرة.

المخاطر والمفاهيم الخاطئة

على الرغم من بساطتها، فإن تداول الشبكة ليس خاليًا من المخاطر. ومن الأخطاء الشائعة إهمال إدارة المخاطر.
لأن الإستراتيجية تعتمد على فتح عدة مراكز في الوقت نفسه، فقد تُكوّن تعرّضًا كبيرًا إذا تحرك السعر في اتجاه واحد بقوة دون أن يعود إلى النطاق.
على سبيل المثال، إذا كسر زوج EUR/USD نطاقه التقليدي وظل يهبط، فستستمر أوامر الشراء في التنفيذ، مما يؤدي إلى تكوين مركز شراء كبير قد يسبب خسائر كبيرة.

مفهوم خاطئ آخر هو الاعتقاد بأنه إستراتيجية “ضع الأمر وانسَه”. صحيح أنه يمكن أتمتتها عبر روبوتات التداول، لكنها لا تزال تتطلب متابعة دقيقة.
ويحتاج المتداول إلى تحديد المسافة بين مستويات الشبكة، وحجم الأوامر، وحجم الشبكة ككل بما يتناسب مع تحمّل المخاطر.
فالمسافات الضيقة جدًا قد تؤدي إلى عدد كبير من الصفقات وتكاليف مرتفعة، بينما المسافات الواسعة قد تفوّت فرصًا مربحة.

مثال عملي

لنفترض أن متداولًا وضع شبكة تداول على زوج GBP/USD بفاصل 20 نقطة بين الأوامر، بحيث يضع أوامر شراء كل 20 نقطة أسفل السعر الحالي وأوامر بيع كل 20 نقطة أعلى السعر.
إذا تحرك السعر جانبيًا بين 1.3000 و 1.3200، فإنه يحقق أرباحًا مع امتلاء أوامر الشراء عند الهبوط، وإغلاق أوامر البيع عند الارتفاع.
لكن إذا اتجه الزوج صعودًا بقوة متجاوزًا أعلى أمر بيع، فعلى المتداول حينها تعديل الشبكة أو تطبيق وقف خسارة لتجنب تراكم الخسائر.

استفسارات شائعة

يتساءل المتداولون غالبًا:
• هل تداول الشبكة مربح؟
• كيف أحدد المسافة المناسبة للشبكة؟
• ما أفضل الأسواق لهذه الإستراتيجية؟

وتعتمد الإجابة بشكل كبير على تقلبات السوق وقدرة المتداول على إدارة المخاطر. وتعمل الإستراتيجية بشكل أفضل في الأسواق المتذبذبة وليس في الأسواق ذات الاتجاه الواحد.

الخلاصة

تداول الشبكة هو طريقة منهجية للاستفادة من تقلبات الأسعار عبر وضع أوامر شراء وبيع على مسافات ثابتة.
يمكن أن يكون فعّالًا في الأسواق العرضية، لكنه يتطلب إدارة مخاطر يقظة ومتابعة مستمرة لتجنب الخسائر الكبيرة أثناء الاتجاهات القوية.
وفهم آلياته وحدوده يساعد المتداولين على تطبيقه بشكل أكثر فاعلية.

See all glossary terms

Share the knowledge

هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.

بواسطة ضمان ماركتس