طريقة إحصائية تُستخدم لاختبار الفرضيات في النماذج المالية/الاقتصادية.
اختبار الفرضيات (الاقتصاد القياسي) في التداول
اختبار الفرضيات هو تقنية إحصائية أساسية تُستخدم في الاقتصاد القياسي للتحقق من الفرضيات أو الادعاءات المتعلقة بالنماذج الاقتصادية والمالية. في سياق التداول، يساعد هذا الاختبار المتداولين والمحللين على تحديد ما إذا كانت البيانات المرصودة تدعم نظرية أو استراتيجية معينة، أم أن أي تأثير ملحوظ ناتج ببساطة عن الصدفة العشوائية. فهم اختبار الفرضيات أمر حيوي للمتداولين الذين يعتمدون على التحليل الكمي لاتخاذ قرارات مستنيرة في أسواق مثل الفوركس، والعقود مقابل الفروقات، والمؤشرات، أو الأسهم.
في جوهره، يتضمن اختبار الفرضيات صياغة بيانين متنافسين: فرضية العدم (H0) والفرضية البديلة (H1). تمثل فرضية العدم عادة موقفًا افتراضيًا أو بيانًا بعدم وجود تأثير، مثل “لا توجد علاقة بين متغيرين”، بينما تشير الفرضية البديلة إلى وجود تأثير أو علاقة.
على سبيل المثال، افترض أن متداولًا يريد اختبار ما إذا كانت استراتيجية تقاطع المتوسطات المتحركة تولد عوائد تختلف بشكل ملحوظ عن الصفر. ستكون فرضية العدم (H0): “متوسط عائد الاستراتيجية يساوي صفر”، والفرضية البديلة (H1): “متوسط عائد الاستراتيجية لا يساوي صفر”.
تتضمن عملية الاختبار حساب إحصائية اختبار بناءً على بيانات العينة ومقارنتها بقيمة حرجة مستمدة من توزيع احتمالي. أكثر إحصائية اختبار شيوعًا للمتوسطات هي إحصائية t، التي تُحسب كالتالي:
Formula: t = (X̄ – μ0) / (s / √n)
حيث:
– X̄ هو متوسط العينة،
– μ0 هو متوسط المجتمع المفترض تحت فرضية العدم،
– s هو الانحراف المعياري للعينة،
– n هو حجم العينة.
إذا تجاوزت القيمة المطلقة لإحصائية t القيمة الحرجة عند مستوى دلالة مختار (عادة 5%)، يتم رفض فرضية العدم لصالح الفرضية البديلة.
مثال عملي: تخيل متداولًا يحلل تأثير مؤشر اقتصادي جديد على سعر صرف EUR/USD. يجمع عوائد يومية قبل وبعد صدور المؤشر ويريد اختبار ما إذا كان متوسط العائد بعد الإصدار يختلف عن المتوسط التاريخي. من خلال إجراء اختبار فرضيات، يمكن للمتداول تقييم ما إذا كان للمؤشر الاقتصادي تأثير ذو دلالة إحصائية على زوج العملات، بدلاً من الاعتماد على أدلة قصصية.
الأخطاء الشائعة في اختبار الفرضيات غالبًا ما تدور حول سوء فهم قيم p ومستويات الدلالة. تشير قيمة p إلى احتمال ملاحظة بيانات متطرفة مثل تلك التي تم جمعها، بافتراض صحة فرضية العدم. قيمة p المنخفضة (أقل من العتبة المحددة مثل 0.05) توحي برفض فرضية العدم. ومع ذلك، هذا لا يثبت صحة الفرضية البديلة بشكل قطعي؛ بل يعني فقط أن البيانات غير محتملة تحت فرضية العدم.
مفهوم خاطئ آخر هو الخلط بين الدلالة الإحصائية والدلالة العملية. قد يظهر الاختبار نتيجة ذات دلالة إحصائية، لكن حجم التأثير قد يكون صغيرًا جدًا بحيث لا يقدم أي ميزة حقيقية في التداول. يجب على المتداولين دائمًا مراعاة الأثر الاقتصادي أو العملي إلى جانب النتائج الإحصائية.
الاستفسارات المتعلقة التي تظهر كثيرًا تشمل: “كيف نفسر قيم p في التداول؟”، “ما الفرق بين خطأ النوع الأول وخطأ النوع الثاني؟”، و”كيف نختار مستوى الدلالة المناسب للنماذج المالية؟” للتوضيح، يحدث خطأ النوع الأول عندما يتم رفض فرضية العدم خطأً (إيجابي كاذب)، في حين يحدث خطأ النوع الثاني عندما يتم قبول فرضية العدم خطأً (سلبي كاذب). التوازن بين هذين الخطأين ضروري لوضع استراتيجيات تداول موثوقة.
في الختام، اختبار الفرضيات هو أداة لا غنى عنها في الاقتصاد القياسي للمتداولين الذين يرغبون في التحقق من صحة نماذجهم واستراتيجياتهم بدقة إحصائية. من خلال صياغة الفرضيات بعناية، واختيار الاختبارات المناسبة، وتفسير النتائج ضمن سياق السوق الأوسع، يمكن للمتداولين تحسين اتخاذ القرار وتقليل مخاطر الاعتماد على أنماط وهمية.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس