العملية التي تقدم فيها شركة خاصة أسهمها للجمهور للمرة الأولى.

الاكتتاب العام الأولي، المعروف اختصارًا بـ IPO، هو مرحلة مهمة لشركة خاصة. يمثل هذا الحدث المرة الأولى التي تعرض فيها الشركة أسهمها للجمهور في بورصة، مما يعني الانتقال من الملكية الخاصة (التي غالبًا ما تقتصر على المؤسسين والمستثمرين الأوائل والموظفين) إلى الملكية العامة. تتيح هذه العملية للشركة جمع رأس مال عن طريق بيع الأسهم لقاعدة واسعة من المستثمرين، يمكنها استخدام هذا المال لتمويل التوسع، سداد الديون، أو الاستثمار في مشاريع جديدة.

عادةً ما تتضمن عملية الاكتتاب عدة خطوات. أولاً، تعمل الشركة مع بنوك الاستثمار، المعروفة بالمكتتبين، لتحديد سعر الطرح وعدد الأسهم التي سيتم إصدارها. ويستند ذلك إلى تقييم الشركة، الذي يأخذ في الاعتبار عوامل مثل الأرباح الحالية، إمكانيات النمو، توقعات الصناعة، وتقييمات الشركات المماثلة. بعد ذلك، تقدم الشركة بيان تسجيل إلى الجهة التنظيمية المختصة (مثل SEC في الولايات المتحدة)، والذي يتضمن معلومات مالية وتجارية مفصلة. بعد الموافقة التنظيمية وجهود التسويق، بما في ذلك “العرض الترويجي” لجذب المستثمرين المؤسسيين، تُدرج الأسهم في البورصة وتصبح متاحة للتداول العام.

صيغة أساسية مفيدة في تقييم الاكتتاب هي نسبة السعر إلى الأرباح (P/E)، التي تساعد المستثمرين على تقييم ما إذا كان سعر الاكتتاب معقولًا مقارنة بالأرباح. وتحسب كما يلي:

Formula: P/E Ratio = IPO Price per Share / Earnings per Share (EPS)

على سبيل المثال، إذا حددت الشركة سعر الاكتتاب بـ 20 دولارًا للسهم الواحد وتتوقع أرباحًا بقيمة 2 دولار للسهم، فإن نسبة السعر إلى الأرباح تكون 10. غالبًا ما يقارن المستثمرون هذه النسبة مع نسب شركات مماثلة لتحديد ما إذا كان الاكتتاب جذابًا.

مثال بارز هو اكتتاب شركة Uber Technologies Inc في عام 2019. طرحت Uber أسهمها في بورصة نيويورك بسعر 45 دولارًا للسهم. رغم التوقعات العالية، واجه السهم صعوبات في البداية، مما يعكس المخاوف بشأن الربحية واستدامة نموذج العمل. يوضح هذا المثال أن سعر الاكتتاب ليس مؤشرًا مضمونًا للأداء المستقبلي؛ لذا يجب على المستثمرين تقييم الأساسيات بعناية.

من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول الاكتتابات أنها تمثل دائمًا فرصة استثمار “مضمونة الربح”. يقع العديد من المستثمرين الأفراد في فخ الضجة، متوقعين أرباحًا سريعة. ومع ذلك، يمكن أن تكون أسهم الاكتتاب متقلبة وقد تنخفض بعد الإدراج إذا أعاد السوق تقييم قيمة الشركة أو إذا تلاشى الحماس الأولي. خطأ آخر هو إهمال فحص الصحة المالية وآفاق النمو للشركة بشكل دقيق. مجرد أن الشركة أصبحت عامة لا يعني بالضرورة نجاحها التلقائي.

غالبًا ما يبحث الناس عن استفسارات متعلقة مثل “كيفية الاستثمار في الاكتتابات”، “الاكتتاب الأولي مقابل الطرح الثانوي”، أو “لماذا تطرح الشركات أسهمها للاكتتاب العام”. يساعد فهم هذه المفاهيم في توضيح الدوافع وراء الاكتتابات، مثل جمع رأس المال أو توفير سيولة للمستثمرين الأوائل، مقابل عمليات بيع الأسهم اللاحقة التي لا تتضمن ضخ رأس مال جديد.

للمتداولين المهتمين بالاكتتابات، من الجدير بالذكر أنه بينما يتطلب المشاركة المباشرة غالبًا الوصول عبر منصات الوساطة خلال فترة الطرح، فإن العديد من أسهم الاكتتاب تُتداول كعقود فروقات (CFDs) أو من خلال مشتقات أخرى بعد الإدراج، مما يتيح التداول المضاربي دون امتلاك السهم الأساسي.

باختصار، الاكتتاب العام الأولي هو حدث محوري تعرض فيه الشركة الخاصة أسهمها للجمهور لأول مرة، مما يتيح جمع رأس المال والملكية العامة. وعلى الرغم من أن الاكتتابات قد تقدم فرص استثمارية مثيرة، إلا أنها تحمل مخاطر وتتطلب تحليلًا دقيقًا يتجاوز الحماس الأولي في السوق.

See all glossary terms

Share the knowledge

هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.

بواسطة ضمان ماركتس