الدين الثانوي للدين الرئيسي، يحمل مخاطر أعلى وعائد أعلى.

الديون الثانوية: فهم دورها، مخاطرها، ومكافآتها في التداول

الديون الثانوية هي نوع من أدوات الدين التي تحتل مرتبة أدنى من الديون الرئيسية من حيث أولوية السداد. في حالة تصفية الشركة أو إفلاسها، يتم سداد حاملي الديون الرئيسية أولاً، وبعد تعويضهم بالكامل فقط يحصل حاملو الديون الثانوية على أي أموال متبقية. بسبب هذا الوضع التابع، تحمل الديون الثانوية مخاطر أعلى مقارنة بالديون الرئيسية. لتعويض المستثمرين عن هذه المخاطر المتزايدة، تقدم الديون الثانوية عادة عائدًا أو معدل فائدة أعلى.

في التداول والاستثمار، يمكن أن تتخذ الديون الثانوية أشكالًا مختلفة، مثل السندات الفرعية أو التمويل المتوسط، وغالبًا ما تستخدمها الشركات التي تسعى للحصول على رأس مال إضافي دون تخفيف حقوق الملكية. من المهم فهم كيف تتناسب الديون الثانوية ضمن هيكل رأس مال الشركة، حيث يؤثر ذلك على ملف المخاطر والعوائد المحتملة.

تبادل المخاطر والعوائد هو جوهر الاستثمار في الديون الثانوية. نظرًا لأن حاملي الديون الثانوية يحتلون مرتبة أدنى في تسلسل السداد، فإن خطر خسارتهم أعلى—خاصة إذا واجهت الشركة ضائقة مالية. ومع ذلك، يتم موازنة هذا الخطر بإمكانية تحقيق دخل أعلى من خلال زيادة مدفوعات الكوبون أو العوائد. على سبيل المثال، إذا قدمت الديون الرئيسية عائدًا بنسبة 4%، فقد تقدم الديون الثانوية 7–8% أو أكثر، اعتمادًا على الجدارة الائتمانية للمصدر وظروف السوق.

من منظور التداول، يمكن أن تكون أدوات الديون الثانوية خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن تدفقات دخل أعلى، خاصة في بيئة أسعار فائدة منخفضة. ومع ذلك، من الضروري تقييم الصحة المالية للمصدر والظروف العامة للسوق قبل الاستثمار. يمكن أن يؤثر تدهور الملف الائتماني أو الركود الاقتصادي بشكل كبير على حاملي الديون الثانوية، حيث أن مطالباتهم تأتي في مرتبة أدنى.

صيغيًا، يمكن التعبير عن فرق العائد بين الديون الثانوية والرئيسية كالتالي:

Yield Spread = Yield on Junior Debt – Yield on Senior Debt

يعكس هذا الفرق التعويض الإضافي الذي يطلبه المستثمرون لتحمل مخاطر أعلى. من المهم مراقبة هذا الفرق؛ فقد يشير اتساعه إلى زيادة المخاطر المتصورة في الديون الثانوية أو تدهور أساسيات الشركة.

يمكن رؤية مثال واقعي لتداول الديون الثانوية في سوق السندات الشركاتي. لنأخذ شركة اتصالات كبيرة تصدر سندات رئيسية وسندات فرعية. لنفترض أن السندات الرئيسية تقدم عائدًا سنويًا بنسبة 3.5%، مما يعكس وضعها الأكثر أمانًا، بينما تقدم السندات الثانوية عائدًا بنسبة 6.5%. قد يشتري المتداولون المهتمون بالعوائد الأعلى السندات الثانوية عبر عقود الفروقات (CFDs) أو صناديق تداول السندات (ETFs). ومع ذلك، خلال فترات الضائقة المالية، مثل تراجع السوق، يمكن أن ينخفض سعر السندات الثانوية بشكل أكبر من السندات الرئيسية بسبب أولوية مطالبات الأخيرة.

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن الديون الثانوية تعادل الأسهم أو الحصص. بينما يقف كل من حاملي الديون الثانوية وحاملي الأسهم خلف حاملي الديون الرئيسية، إلا أن الديون الثانوية لا تزال شكلاً من أشكال الدين—لها مدفوعات فائدة ثابتة وتاريخ استحقاق، على عكس الأسهم التي تمثل ملكية وأرباحًا يمكن أن تتقلب. خطأ آخر يرتكبه المستثمرون هو التقليل من مخاطر الديون الثانوية، خاصة في الأسواق المتقلبة أو فترات الركود الاقتصادي، حيث يمكن أن تصبح حالات التخلف عن السداد أكثر تكرارًا.

أسئلة ذات صلة يطرحها المتداولون غالبًا تشمل: “كيف تؤثر الديون الثانوية على تقييم الشركة؟” “ما الفرق بين الديون الثانوية والتمويل المتوسط؟” و”هل يمكن تحويل الديون الثانوية إلى أسهم؟” يساعد فهم هذه الفروق المتداولين على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا. على سبيل المثال، تتضمن بعض أدوات الديون الثانوية ميزات تحويل، تسمح لحامليها بتحويل الدين إلى أسهم تحت ظروف معينة، مما يمكنهم من الاستفادة المحتملة من ارتفاع قيمة الشركة.

باختصار، تلعب الديون الثانوية دورًا هامًا في تمويل الشركات وتوفر للمتداولين فرصة لتحقيق عوائد أعلى مقابل مخاطر متزايدة. التقييم السليم للصحة المالية للمصدر، وفهم هيكل رأس المال، والوعي بظروف السوق ضروري قبل تداول أدوات الديون الثانوية.

See all glossary terms

Share the knowledge

هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.

بواسطة ضمان ماركتس