استراتيجية مضاعفة حجم الصفقة بعد كل خسارة.
استراتيجية المارتينجال هي نهج تداول معروف يتضمن مضاعفة حجم الصفقة بعد كل خسارة. الفكرة الأساسية وراء هذه التقنية هي استرداد الخسائر السابقة من خلال صفقة رابحة واحدة، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق ربح يساوي الرهان الأولي. على الرغم من أن هذه الاستراتيجية بسيطة في المفهوم، إلا أنها تحمل مخاطر كبيرة وغالبًا ما يُساء فهمها من قبل المتداولين الجدد أو الذين يستخدمونها بدون إدارة مخاطر مناسبة.
في جوهرها، تعمل استراتيجية المارتينجال على النحو التالي: تبدأ بحجم صفقة أولي، لنقل 100 دولار. إذا خسرت الصفقة، تضاعف الصفقة التالية إلى 200 دولار. إذا خسرت أيضًا، تضاعف مرة أخرى إلى 400 دولار، وهكذا. عندما تفوز أخيرًا في صفقة، يغطي الربح من تلك الصفقة جميع الخسائر السابقة بالإضافة إلى ربح يساوي حجم الصفقة الأصلية. الصيغة العامة لحجم الصفقة بعد n خسائر هي:
Formula: Trade Size_n = Initial Trade Size × 2^n
حيث n هو عدد الخسائر المتتالية.
على سبيل المثال، لنفترض أن متداولًا يبدأ بمركز بقيمة 100 دولار في زوج فوركس. الصفقة الأولى تخسر، لذا يكون حجم الصفقة التالية 200 دولار. إذا خسرت الصفقة الثانية أيضًا، يزيد المتداول المركز إلى 400 دولار. عندما يفوز في الصفقة الثالثة، سيغطي الربح من تلك الصفقة إجمالي الخسائر البالغ 100 + 200 + 400 = 700 دولار، بالإضافة إلى ربح 100 دولار.
يمكن رؤية مثال واقعي في تداول الفوركس، حيث قد يطبق المتداول نهج المارتينجال على مركز EUR/USD. افترض أن المتداول يبدأ بحجم 0.1 لوت. بعد الخسارة الأولى، يزيد إلى 0.2 لوت؛ بعد الخسارة الثانية، 0.4 لوت؛ ويستمر في المضاعفة حتى يحدث الفوز. عندما تحدث صفقة رابحة، تعوض جميع الخسائر السابقة وتحقق ربحًا صغيرًا. يمكن أن تعمل هذه الطريقة بشكل جيد خلال الأسواق المستقرة أو المتجهة مع وجود فترات خسارة قليلة.
ومع ذلك، غالبًا ما تُنتقد استراتيجية المارتينجال بسبب احتمال تسببها في خسائر كبيرة تؤدي إلى استنزاف الحساب. أحد أكبر المفاهيم الخاطئة هو الاعتقاد بأن المضاعفة بعد الخسائر تضمن أرباحًا طويلة الأجل. على الرغم من أن ذلك يبدو منطقيًا رياضيًا، إلا أن رأس المال محدود في التداول الحقيقي، والوسطاء يفرضون حدودًا على حجم المراكز. يمكن لسلسلة طويلة من الخسائر استنزاف الهامش بسرعة والتسبب في طلبات تغطية أو تصفية إجبارية. على سبيل المثال، بعد عشر خسائر متتالية تبدأ من 100 دولار، سيحتاج المتداول إلى المخاطرة بـ 102,400 دولار في الصفقة التالية، وهو أمر غير واقعي لمعظم المتداولين الأفراد.
خطأ شائع آخر هو استخدام استراتيجية المارتينجال بدون وقف خسارة أو خطة لإدارة المخاطر. المضاعفة العمياء قد تؤدي إلى خسائر كارثية وضغط نفسي كبير. غالبًا ما يستهين المتداولون باحتمالية حدوث سلاسل خسائر طويلة، والتي هي أكثر شيوعًا مما يتوقعون، خاصة في الأسواق المتقلبة مثل المؤشرات أو عقود الفروقات.
يسأل الناس كثيرًا أسئلة مثل “هل استراتيجية المارتينجال مربحة في الفوركس؟” أو “ما هي مخاطر نظام المارتينجال في تداول الأسهم؟” الإجابة تعتمد بشكل كبير على ظروف السوق، وتحمل المتداول للمخاطر، ورأس المال المتاح. قد تقدم أرباحًا قصيرة الأجل لكنها تُعتبر عمومًا محفوفة بالمخاطر للاستخدام طويل الأجل بدون ضوابط صارمة.
باختصار، يمكن أن تكون استراتيجية المارتينجال سلاحًا ذا حدين. فهي تعد باسترداد الخسائر وتحقيق أرباح صغيرة، لكنها تتطلب رأس مال كبير وادارة مخاطر دقيقة. يجب على المتداولين توخي الحذر من الاعتماد فقط على هذه الطريقة والنظر في دمجها مع استراتيجيات أو تدابير حماية أخرى.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس