عائد معدل حسب المخاطرة أو التقلب.
العائد المُطَبَّع هو مفهوم أساسي في التداول والاستثمار يساعد المتداولين على مقارنة أداء الأصول المختلفة من خلال تعديل العوائد حسب المخاطر أو التقلبات. على عكس العوائد الخام، التي تقيس ببساطة نسبة التغير في سعر الأصل خلال فترة معينة، يوفر العائد المُطَبَّع مقياسًا أكثر معنىً من خلال احتساب مقدار المخاطرة أو التقلبات التي تم التعرض لها لتحقيق تلك العوائد. هذا التعديل يمكّن المتداولين والمستثمرين من اتخاذ قرارات أكثر وعيًا، خصوصًا عند مقارنة الأصول أو الاستراتيجيات التي تظهر مستويات مختلفة من التقلب.
في جوهره، يهدف العائد المُطَبَّع إلى الإجابة على السؤال: “كم العائد الذي حققته لكل وحدة من المخاطر؟” أحد الأساليب الشائعة لتطبيع العوائد هو قسمة عائد الأصل على مقياس لتقلبه، مثل الانحراف المعياري للعوائد. يعكس الانحراف المعياري مدى تقلب سعر الأصل حول متوسط عائده. بقسمة العائد على هذا المقياس، تحصل على رقم مُطَبَّع يعبر عن العائد من حيث الأداء المعدل حسب المخاطر.
Formula: Normalized Return = (Return) / (Standard Deviation of Returns)
على سبيل المثال، لنأخذ سهمين: السهم أ والسهم ب. خلال سنة، يحقق السهم أ عائدًا بنسبة 10% مع انحراف معياري 5%، بينما يحقق السهم ب عائدًا بنسبة 15% مع انحراف معياري 20%. بحساب العائد المُطَبَّع لكل منهما:
– السهم أ: 10% / 5% = 2.0
– السهم ب: 15% / 20% = 0.75
على الرغم من أن السهم ب يحقق عائدًا خامًا أعلى، فإن السهم أ يوفر عائدًا أفضل بالنسبة للمخاطرة المتخذة، حيث يبلغ العائد المُطَبَّع 2.0 مقارنة بـ 0.75. هذه الرؤية تساعد المتداولين على تجنب السعي وراء عوائد أعلى دون مراعاة المخاطر المصاحبة.
في سياق تداول العملات الأجنبية (FX)، تكون العوائد المُطَبَّعة مفيدة بشكل خاص. يمكن أن تكون أسواق الفوركس شديدة التقلب، ومقارنة زوجي عملات فقط بناءً على العوائد قد تكون مضللة. افترض أنك تقيم زوجي عملات: EUR/USD و GBP/JPY. خلال شهر، يحقق EUR/USD عائدًا بنسبة 2% مع تقلب 1.5%، بينما يحقق GBP/JPY عائدًا بنسبة 3% مع تقلب 5%. استخدام العوائد المُطَبَّعة يساعد في تحديد الزوج الذي يقدم أداءً أفضل معدلًا حسب المخاطر. وهذا أمر حاسم عند بناء محفظة أو تخصيص رأس المال عبر أدوات مختلفة.
مثال عملي آخر يمكن إيجاده في تداول المؤشرات. خذ مؤشر S&P 500 ومؤشر تقني مثل NASDAQ Composite. قد يظهر NASDAQ عوائد أعلى خلال فترات الصعود لكنه يأتي أيضًا مع تقلبات أعلى. تمكين العوائد المُطَبَّعة المستثمرين من معرفة ما إذا كانت المخاطر الإضافية تعوض بعوائد أعلى بشكل كافٍ.
من المفاهيم الخاطئة الشائعة مساواة العائد المُطَبَّع بالعائد المطلق أو الخام. غالبًا ما يركز المتداولون الجدد فقط على نسبة الربح دون الأخذ في الاعتبار مقدار المخاطرة المتخذة. هذا النهج قد يؤدي إلى تفضيل الأصول ذات التقلبات العالية التي قد تحقق عوائد مرتفعة في أوقات جيدة لكنها قد تسبب خسائر كبيرة في فترات الانخفاض. يساعد العائد المُطَبَّع على تجنب هذا الخطأ من خلال التأكيد على أهمية الأداء المعدل حسب المخاطر.
خطأ آخر هو استخدام مقاييس غير مناسبة للمخاطر. بينما الانحراف المعياري شائع، يستخدم بعض المتداولين مقاييس أخرى مثل بيتا أو القيمة المعرضة للخطر (VaR) حسب السياق. من المهم اختيار مقياس المخاطر المتوافق مع استراتيجيتك ونوع الأصل.
غالبًا ما يبحث الناس عن مصطلحات ذات صلة مثل “العائد المعدل حسب المخاطر”، “نسبة شارب”، و”كيفية مقارنة العوائد مع التقلبات”. في الواقع، نسبة شارب هي مقياس شائع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعائد المُطَبَّع لأنها تعدل العوائد حسب الانحراف المعياري للعوائد الزائدة فوق معدل الخالي من المخاطر. فهم العائد المُطَبَّع هو خطوة نحو استيعاب مفاهيم أكثر تقدمًا مثل نسبة شارب.
باختصار، العائد المُطَبَّع هو أداة قوية للمتداولين الذين يرغبون في تقييم الأداء الحقيقي لاستثماراتهم. من خلال تعديل العوائد حسب التقلب أو المخاطر، يقدم صورة أوضح عن مدى كفاءة الأصل أو الاستراتيجية في توليد الأرباح مقارنة بالمخاطر المتخذة. سواء كنت تتداول الأسهم، الفوركس، العقود مقابل الفروقات، أو المؤشرات، فإن دمج العوائد المُطَبَّعة في تحليلك يمكن أن يؤدي إلى قرارات تداول أكثر توازنًا ووعيًا.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس