استراتيجية تستغل الفروقات السعرية بين الأصول المتشابهة.
تُعد صفقة القيمة النسبية استراتيجية يستخدمها المتداولون والمستثمرون لاستغلال الفروقات السعرية بين الأصول المالية المتشابهة أو المرتبطة. بدلاً من محاولة التنبؤ باتجاه السعر المطلق لأصل واحد، يركز التداول بالقيمة النسبية على العلاقة السعرية بين ورقتين أو أكثر من الأوراق المالية. الفكرة هي تحديد متى تنحرف هذه الأصول عن علاقتها السعرية التاريخية أو المتوقعة ثم تحقيق الربح من التقارب أو التباعد النهائي.
في جوهرها، تتضمن صفقة القيمة النسبية اتخاذ مركز شراء في أصل واحد ومركز بيع في أصل آخر مرتبط ارتباطًا وثيقًا. الهدف هو الاستفادة من سوء التسعير النسبي بدلاً من حركة السوق الكلية. يمكن لهذا النهج تقليل التعرض لمخاطر السوق العامة لأن الصفقة تعتمد على الفارق بين الأسعار بدلاً من اتجاه السوق نفسه.
أحد الأمثلة الشائعة هو التداول الزوجي داخل أسواق الأسهم. لنفترض وجود سهمين، شركة أ وشركة ب، تعملان في نفس الصناعة وتتداولان تاريخيًا بنسبة سعر قريبة من 1:1. إذا أصبح سهم شركة أ أرخص نسبيًا مقارنة بسهم شركة ب بسبب عوامل قصيرة الأجل، قد يشتري المتداول سهم شركة أ ويبيع سهم شركة ب على المكشوف، متوقعًا عودة نسبة السعر إلى مستواها المعتاد. يأتي الربح من تضييق الفارق السعري، بغض النظر عما إذا تحرك السوق الكلي صعودًا أو هبوطًا.
صيغيًا، يمكن تمثيل صفقة القيمة النسبية بالمعادلة:
Profit = (Price_change_asset1 × Quantity_long) – (Price_change_asset2 × Quantity_short)
حيث يختار المتداول الكميات لموازنة المخاطر والتعرض.
مثال معروف من الحياة الواقعية يأتي من سوق الفوركس. اعتبر العلاقة بين اليورو (EUR) والفرنك السويسري (CHF)، وهما عملتان مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا. يميل سعر صرف EUR/CHF إلى التحرك ضمن نطاق مستقر نسبيًا بسبب الروابط الاقتصادية بين منطقة اليورو وسويسرا. إذا انحرف زوج EUR/CHF بشكل كبير عن متوسطه التاريخي، قد يتخذ المتداول مركز قيمة نسبية بشراء اليورو وبيع الفرنك السويسري أو العكس، متوقعًا عودة السعر إلى متوسطه.
التداول بالقيمة النسبية شائع أيضًا في أسواق الدخل الثابت. قد يستغل المتداولون شذوذ منحنى العائد من خلال الشراء على السندات ذات العوائد المنخفضة والبيع على السندات ذات العوائد الأعلى عندما يعتقدون أن الفارق سيعود إلى طبيعته.
على الرغم من جاذبيته، هناك مفاهيم خاطئة ومخاطر شائعة مرتبطة بصفقات القيمة النسبية. أحد الأخطاء الكبرى هو افتراض أن العلاقات التاريخية ستظل دائمًا قائمة. يمكن أن تتغير ديناميكيات السوق بسبب تحولات هيكلية أو تغييرات تنظيمية أو أحداث غير متوقعة، مما يؤدي إلى اتساع أو تضييق “الفارق” بين الأصول لفترة أطول من المتوقع. تُعرف هذه المخاطرة باسم “مخاطر الفارق”.
مفهوم خاطئ آخر هو التقليل من تأثير تكاليف المعاملات ورسوم التمويل. نظرًا لأن صفقات القيمة النسبية غالبًا ما تتضمن الاحتفاظ بمراكز شراء وبيع في نفس الوقت، فإن التكاليف المتعلقة باقتراض الأوراق المالية، ومتطلبات الهامش، وفروق السعر بين العرض والطلب يمكن أن تقلل من الأرباح.
غالبًا ما يغفل المستثمرون أيضًا أهمية تحديد حجم المراكز وإدارة المخاطر بشكل صحيح. لأن هذه الصفقات تعتمد على التقارب، إذا تحركت الأصول بعيدًا عن بعضها البعض، يمكن أن تتراكم الخسائر بسرعة. من الضروري استخدام أوامر وقف الخسارة أو تقنيات التحوط لإدارة مخاطر الهبوط.
تشمل الاستفسارات ذات الصلة التي يبحث عنها الناس غالبًا: “ما هو التداول الزوجي؟”، “كيف يعمل الارتداد إلى المتوسط في التداول؟”، “الفرق بين صفقة القيمة النسبية والمراجحة”، و”أمثلة على استراتيجيات القيمة النسبية في الفوركس.”
باختصار، التداول بالقيمة النسبية هو استراتيجية متقدمة تهدف إلى الاستفادة من عدم كفاءة الأسعار بين الأصول المتشابهة. يتطلب فهمًا جيدًا للعلاقة بين الأصول المختارة، وإدارة مخاطر دقيقة، والوعي بظروف السوق التي قد تعطل أنماط التسعير التاريخية. عند تنفيذها بشكل صحيح، يمكن أن توفر طريقة محايدة للسوق لتحقيق العوائد، لكن يجب على المتداولين أن يظلوا يقظين تجاه المخاطر المتضمنة.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس