أداة دين تصدرها حكومة وطنية.

السند السيادي هو ورقة مالية تمثل دينًا تصدره حكومة وطنية لجمع رأس المال. عندما تحتاج الحكومة إلى تمويل الإنفاق العام أو إدارة ديونها، تصدر هذه السندات للمستثمرين محليًا ودوليًا. في الأساس، شراء السند السيادي يعني إقراض المال للحكومة مقابل دفعات فوائد دورية تُعرف بالكوبونات، بالإضافة إلى استرداد القيمة الاسمية للسند عند الاستحقاق.

تلعب السندات السيادية دورًا حيويًا في الأسواق المالية العالمية. تُعتبر عمومًا استثمارات منخفضة المخاطر لأنها مدعومة بمصداقية الحكومة المصدرة. ومع ذلك، يختلف مستوى المخاطر بشكل كبير اعتمادًا على الاستقرار الاقتصادي والبيئة السياسية في البلد. على سبيل المثال، تُعتبر سندات الخزانة الأمريكية غالبًا الأكثر أمانًا بين السندات السيادية عالميًا، في حين قد تحمل سندات الأسواق الناشئة عوائد أعلى لتعويض المخاطر المتزايدة.

يتم مراقبة تسعير وعائد السندات السيادية عن كثب من قبل المتداولين والمستثمرين. العائد حتى الاستحقاق (YTM) هو مقياس رئيسي يمثل إجمالي العائد الذي يمكن للمستثمر توقعه إذا تم الاحتفاظ بالسند حتى تاريخ استحقاقه. صيغة حساب العائد حتى الاستحقاق معقدة، لكن النسخة المبسطة تتضمن حل معدل الفائدة (r) في معادلة القيمة الحالية لتدفقات نقدية السند:

Price = Σ (Coupon Payment / (1 + r)^t) + (Face Value / (1 + r)^n)

حيث t هو كل فترة حتى الاستحقاق و n هو إجمالي عدد الفترات.

في سياق التداول، تُستخدم السندات السيادية غالبًا كمعايير لأسعار الفائدة وتقييمات المخاطر. على سبيل المثال، يؤثر العائد على سندات الخزانة الأمريكية على معدلات الرهن العقاري وأشكال الاقتراض الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتحركات عوائد السندات السيادية أن تؤثر على قيم العملات. عادةً ما يؤدي ارتفاع العوائد إلى تقوية عملة البلد لأن العوائد الأعلى تجذب رؤوس أموال أجنبية.

يمكن رؤية مثال واقعي لتداول السندات السيادية في أزمة منطقة اليورو حوالي 2010–2012. خلال هذه الفترة، بدأ المستثمرون يشعرون بالقلق بشأن قدرة دول مثل اليونان وإسبانيا والبرتغال على خدمة ديونها. أدى ذلك إلى زيادة حادة في عوائد سنداتهم السيادية، مما يعكس ارتفاع المخاطر المتصورة. كان بإمكان المتداولين الذين توقعوا هذا الارتفاع في العوائد بيع السندات أو صناديق المؤشرات المتداولة ذات الصلة، بينما قد يتداول آخرون أزواج العملات مثل EUR/USD التي تأثرت بوضع الدين السيادي.

من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول السندات السيادية أنها خالية تمامًا من المخاطر. بينما تعتبر السندات الصادرة عن حكومات ذات تصنيف عالي منخفضة المخاطر، لا توجد استثمارات خالية تمامًا من المخاطر. يمكن أن يحدث التخلف عن السداد السيادي، رغم ندرة حدوثه في الدول المتقدمة، لكنه يحدث خاصة في الأسواق الناشئة. كما أن خطر التضخم هو اعتبار آخر؛ إذا ارتفع التضخم بشكل غير متوقع، تنخفض القيمة الحقيقية للدفعات المستقبلية من الكوبونات وسداد رأس المال.

سؤال متكرر آخر هو كيف تختلف السندات السيادية عن السندات الشركات. يكمن الفرق الرئيسي في الجهة المصدرة؛ فالسندات السيادية تصدرها الحكومات، بينما تصدر السندات الشركات من قبل الشركات. عادةً ما تكون عوائد السندات السيادية أقل بسبب انخفاض مخاطر التخلف عن السداد، ويمكن أن تكون أسعارها أكثر حساسية للعوامل الاقتصادية الكلية مثل السياسة النقدية والأحداث الجيوسياسية.

يجب على المتداولين أيضًا أن يكونوا على دراية بتأثير السياسة النقدية على عوائد السندات السيادية. قرارات البنوك المركزية برفع أو خفض أسعار الفائدة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض أو ارتفاع أسعار السندات بشكل عكسي لأن السندات الجديدة ستقدم معدلات كوبون مختلفة مقارنة بالسندات القائمة.

باختصار، تعتبر السندات السيادية أدوات أساسية في عالم التداول والاستثمار، حيث توفر دخلًا مستقرًا نسبيًا وتعمل كمؤشرات على الصحة الاقتصادية. فهم مخاطرها وآليات تسعيرها وتأثيرها على الأسواق الأخرى يمكن أن يساعد المتداولين على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا.

See all glossary terms

Share the knowledge

هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.

بواسطة ضمان ماركتس