مقياس إحصائي للتشتت حول المتوسط.
الانحراف المعياري: فهم التقلبات في التداول
الانحراف المعياري هو مقياس إحصائي أساسي يُستخدم على نطاق واسع في التداول لقياس التقلب أو تشتت بيانات السعر حول متوسطها (المعدل). في جوهره، يخبر المتداولين بمدى انحراف سعر أداة مالية، مثل سهم أو زوج عملات أو مؤشر، عادةً عن متوسط سعرها خلال فترة محددة. هذه الرؤية ضرورية لتقييم المخاطر، وتحديد مستويات وقف الخسارة، وتطوير استراتيجيات التداول.
مفهوم الانحراف المعياري يدور حول التباين—وهو متوسط الفروق المربعة عن المتوسط. صيغة الانحراف المعياري (σ) هي:
Formula: σ = √(Σ (xi – μ)² / N)
هنا، xi تمثل كل سعر أو عائد فردي، وμ هو المتوسط (المعدل) للسعر أو العائد، وN هو العدد الإجمالي للملاحظات. الجذر التربيعي يضمن أن يكون المقياس بنفس وحدات البيانات الأصلية، مما يسهل تفسيره.
في التداول، يشير الانحراف المعياري العالي إلى أن الأسعار تحركت بشكل واسع حول المتوسط، مما يدل على تقلب أعلى وبالتالي مخاطر أكبر. وعلى العكس، يشير الانحراف المعياري المنخفض إلى أن الأسعار كانت مستقرة نسبياً.
على سبيل المثال، لنفترض أن متداول فوركس يحلل أسعار الإغلاق اليومية لزوج EUR/USD خلال آخر 30 يومًا. إذا كان متوسط سعر الإغلاق 1.1000، لكن الأسعار تتأرجح كثيرًا بين 1.0900 و1.1100، سيكون الانحراف المعياري مرتفعًا نسبيًا، مما يعكس هذه التقلبات. يمكن استخدام هذه المعلومات لتوقع تحركات السعر المحتملة وتعديل أحجام المراكز وفقًا لذلك.
في سياق عقود الفروقات أو المؤشرات مثل S&P 500، يساعد الانحراف المعياري المتداولين على فهم النطاق النموذجي لتحرك الأسعار. قد يلاحظ المتداول أن عوائد S&P 500 اليومية لها انحراف معياري بنسبة 1%، مما يشير إلى أن العوائد في معظم الأيام ستقع ضمن زائد أو ناقص 1% من العائد المتوسط. هذا يساعد في تحديد أهداف ربح واقعية ونقاط وقف خسارة.
من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول الانحراف المعياري خلطه مع التقلب نفسه. بينما الانحراف المعياري هو مقياس للتقلب، يمكن تعريف التقلب وحسابه بطرق مختلفة، بما في ذلك استخدام أطر زمنية مختلفة أو طرق مثل متوسط المدى الحقيقي (ATR). خطأ آخر هو افتراض أن الانحراف المعياري الأعلى يعني دائمًا نتائج سلبية؛ في الواقع، يعني فقط أن الأسعار أكثر انتشارًا، مما قد يشير إلى مخاطر أعلى وفرص أكبر.
يتساءل المتداولون غالبًا، “كيف يرتبط الانحراف المعياري بإدارة المخاطر؟” أو “هل يمكن للانحراف المعياري التنبؤ بحركات السعر المستقبلية؟” بينما الانحراف المعياري هو مقياس رجعي يعتمد على البيانات التاريخية، يُستخدم عادة في نماذج المخاطر مثل القيمة المعرضة للخطر (VaR) وفي تسعير الخيارات (مثل نموذج بلاك-شولز) لتقدير نطاقات السعر المتوقعة والاحتمالات. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن التقلبات الماضية لا تضمن تقلبات مستقبلية.
سؤال آخر ذو صلة هو، “ما الفرق بين الانحراف المعياري والتباين؟” التباين هو ببساطة مربع الانحراف المعياري، وهو أقل بديهية في التفسير لأنه يُعبّر عنه بوحدات مربعة. الانحراف المعياري، كونه الجذر التربيعي للتباين، يعيد المقياس إلى الوحدات الأصلية، مما يجعله أكثر عملية للمتداولين.
باختصار، الانحراف المعياري هو أداة قوية للمتداولين لقياس تباين تحركات الأسعار. من خلال فهم كيفية تشتت الأسعار حول متوسطها، يمكن للمتداولين إدارة المخاطر بشكل أفضل، وتحديد مستويات وقف خسارة مناسبة، وتكييف استراتيجياتهم مع ظروف السوق الحالية. ومع ذلك، يجب استخدامه جنبًا إلى جنب مع مؤشرات أخرى والتحليل الأساسي لتكوين نهج تداول متكامل.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس