قيود تجارية حيث تحدد دولة مصدرة الشحنات طوعًا.
القيود الطوعية على التصدير (VER) هي أداة سياسة تجارية حيث يوافق بلد المصدر على تحديد كمية السلع المشحونة إلى بلد المستورد. على عكس الرسوم الجمركية أو الحصص التي يفرضها بلد الاستيراد بشكل أحادي، فإن القيود الطوعية على التصدير عادةً ما يتم التفاوض عليها بين الحكومات أو الصناعات المعنية. يقوم بلد المصدر “طوعًا” بتقليص صادراته، غالبًا لتجنب قيود تجارية أشد أو للحفاظ على علاقات دبلوماسية جيدة.
تُعد القيود الطوعية على التصدير شكلاً من أشكال الحواجز غير الجمركية المصممة لحماية الصناعات المحلية في بلد الاستيراد من المنافسة الأجنبية. من خلال تحديد العرض، يمكن للقيود الطوعية أن تساعد المنتجين المحليين في الحفاظ على أسعار وحصص سوقية أعلى. ومع ذلك، يأتي ذلك على حساب تقليل كفاءة السوق وغالبًا ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين.
كيف تعمل القيود الطوعية على التصدير
في الممارسة العملية، تحدد القيود الطوعية سقفًا لحجم أو قيمة سلع معينة يمكن تصديرها إلى بلد معين خلال فترة زمنية محددة. على سبيل المثال، إذا وافقت الدولة أ على قيود طوعية مع الدولة ب على صادرات السيارات، فلن تقوم الدولة أ بشحن أكثر من العدد المتفق عليه من السيارات إلى الدولة ب سنويًا.
صيغيًا، يمكن فهم ذلك كالتالي:
Export Quantity ≤ Agreed Quota Limit
حيث “Export Quantity” هي الشحنات الفعلية التي يقوم بها بلد المصدر، و”Agreed Quota Limit” هو الحد الأقصى المتفق عليه في القيود الطوعية.
مثال واقعي كلاسيكي على القيود الطوعية حدث في الثمانينيات بين اليابان والولايات المتحدة في قطاع السيارات. في ظل ضغوط سياسية متزايدة ومنافسة من السيارات اليابانية، تفاوضت الحكومة الأمريكية على قيود طوعية مع اليابان في عام 1981، حددت عدد السيارات اليابانية المستوردة سنويًا. كان الهدف من هذه الخطوة حماية مصنعي السيارات الأمريكيين من المنافسة اليابانية دون اللجوء إلى الرسوم الجمركية أو الحصص الرسمية. ونتيجة لذلك، قلصت شركات السيارات اليابانية صادراتها إلى الولايات المتحدة، مما أفاد مؤقتًا المصنعين الأمريكيين لكنه أدى أيضًا إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين الأمريكيين وشجع الشركات اليابانية على إنشاء مصانع داخل الولايات المتحدة لتجاوز القيود.
المفاهيم الخاطئة والأخطاء الشائعة
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن القيود الطوعية على التصدير قرارات طوعية وأحادية من قبل بلد المصدر. في الواقع، تكون القيود الطوعية في الغالب نتيجة تفاوض، غالبًا تحت تهديد بفرض حواجز تجارية أشد. فهي ليست طوعية حقًا بمعنى أن بلد المصدر يواجه ضغوطًا خارجية للموافقة عليها.
خطأ آخر هو الخلط بين القيود الطوعية والحصص أو الرسوم الجمركية. بينما الحصص هي حدود يفرضها بلد الاستيراد بشكل أحادي، والرسوم هي ضرائب على الواردات، فإن القيود الطوعية هي حدود متفق عليها يحددها بلد المصدر نفسه. هذه الفروق مهمة لأن القيود الطوعية قد تكون أحيانًا أكثر تقييدًا وتؤدي إلى ردود فعل مختلفة في السوق.
يفترض الناس أيضًا غالبًا أن القيود الطوعية تفيد المستهلكين من خلال ضمان توفر المنتجات. في الحقيقة، من خلال تحديد الواردات، تميل القيود الطوعية إلى تقليل المنافسة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وقلة الخيارات للمستهلكين في بلد الاستيراد.
الأسئلة المتعلقة
بعض الأسئلة الشائعة المرتبطة تشمل:
– كيف تختلف القيود الطوعية عن حصص الاستيراد والرسوم الجمركية؟
– ما هي التأثيرات الاقتصادية للقيود الطوعية على التصدير؟
– هل القيود الطوعية قانونية بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية (WTO)؟
– كيف تتفاعل الشركات مع القيود الطوعية من حيث تعديلات سلسلة التوريد؟
– هل يمكن أن تسبب القيود الطوعية حروبًا تجارية أو ردود فعل انتقامية؟
من المهم ملاحظة أنه بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية الحالية، تُحظر القيود الطوعية عمومًا لأنها تشوه التجارة وتحد من الوصول إلى السوق بشكل غير عادل. ومع ذلك، قبل تأسيس منظمة التجارة العالمية، كانت القيود الطوعية أداة مستخدمة بشكل متكرر، خاصة في السبعينيات والثمانينيات.
التأثير على الأسواق المالية
في سياقات التداول مثل سوق العملات الأجنبية (FX)، وعقود الفروقات (CFDs)، والمؤشرات، والأسهم، يمكن أن تؤثر القيود الطوعية على معنويات السوق والتقييمات. على سبيل المثال، عندما تحد القيود الطوعية من صادرات منتج رئيسي، قد تتأثر أسعار أسهم الشركات التي تعتمد على تلك الصادرات—إيجابيًا إذا حصل المنافسون المحليون على حصة سوقية أكبر أو سلبيًا إذا انخفضت إيرادات التصدير.
قد يلاحظ المتداول في عقود الفروقات لقطاع السيارات زيادة في التقلبات حول إعلان أو تفاوض القيود الطوعية المتعلقة بصادرات السيارات. وبالمثل، قد يلاحظ متداولو العملات تحولات في أسعار الصرف تتأثر بتغيرات في ميزان التجارة الناتجة عن القيود الطوعية.
في الختام، تُعد القيود الطوعية على التصدير أداة سياسة تجارية معقدة حيث تحدد دول المصدر شحناتها إلى دول الاستيراد كجزء من اتفاق تفاوضي. وبينما تهدف إلى حماية الصناعات المحلية، غالبًا ما تؤدي إلى رفع الأسعار وتقليل المنافسة، مع تداعيات كبيرة على ديناميكيات التجارة العالمية والأسواق المالية.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس