السوق التي يتم فيها إصدار وتداول أدوات الدين مثل السندات، الأوراق المالية، والقروض.
سوق الائتمان: فهم أدوات الدين وتداولها
يُعرف سوق الائتمان، الذي يُطلق عليه غالبًا سوق الدين أو سوق السندات، بأنه جزء حيوي من النظام المالي حيث يتم إصدار وتداول أدوات الدين مثل السندات، والأوراق المالية، والقروض. على عكس سوق الأسهم حيث تُشترى وتُباع حصص الملكية في الشركات، يتضمن سوق الائتمان ترتيبات الإقراض والاقتراض. يعمل المستثمرون في هذا السوق كجهات إقراض توفر رأس المال للمصدرين—سواء كانوا حكومات أو شركات أو كيانات أخرى—مقابل دفعات فوائد منتظمة واسترداد رأس المال عند الاستحقاق.
في جوهره، يسهل سوق الائتمان تدفق رأس المال من المدخرين إلى المقترضين، مما يمكّن الكيانات من تمويل العمليات والمشاريع أو إعادة تمويل الديون القائمة. تختلف الأدوات المتداولة هنا بشكل كبير من حيث مدة الاستحقاق، والمخاطر، والعائد، مما يجعل سوق الائتمان متنوعًا ومعقدًا.
الأدوات الرئيسية في سوق الائتمان
تشمل الأدوات الأكثر شيوعًا:
1. السندات: هي أوراق مالية ذات دخل ثابت تصدرها الشركات أو الحكومات. عادةً ما تدفع السندات فوائد دورية تُسمى الكوبونات، وتُعيد رأس المال عند الاستحقاق.
2. الأوراق المالية (Notes): مشابهة للسندات ولكن عادةً ما تكون ذات مدد استحقاق أقصر.
3. القروض: اتفاقيات خاصة بين المقرضين والمقترضين، وغالبًا ما تكون مجمعة بين عدة مقرضين.
فهم الأسعار والعوائد
للسندات علاقة عكسية بين الأسعار والعوائد: عندما ترتفع أسعار السندات، تنخفض العوائد، والعكس صحيح. غالبًا ما يقيم المستثمرون السندات باستخدام العائد حتى الاستحقاق (YTM)، الذي يمثل إجمالي العائد المتوقع إذا تم الاحتفاظ بالسند حتى تاريخ استحقاقه.
Formula: Yield to Maturity (approximate) = (Coupon Payment + (Face Value – Price) / Years to Maturity) / ((Face Value + Price) / 2)
تساعد هذه الصيغة المتداولين في تقييم ما إذا كان سعر السند عادلاً مقارنة بالدخل الذي يولده.
مثال عملي: تداول سندات الشركات عبر عقود الفروقات (CFDs)
بينما تتعامل أسواق الائتمان بشكل رئيسي مع السندات والقروض، غالبًا ما يصل المتداولون الأفراد إلى التعرض لسوق الائتمان بشكل غير مباشر من خلال أدوات مثل عقود الفروقات على مؤشرات سندات الشركات. على سبيل المثال، قد يتداول مستثمر مهتم بمخاطر الائتمان لشركة كبرى مثل General Electric (GE) عقد فروقات قائم على مؤشر سندات GE.
إذا رأى السوق زيادة في مخاطر الجدارة الائتمانية لـ GE، قد تنخفض أسعار السندات وترتفع العوائد. يمكن للمتداول الذي يتوقع ذلك أن يبيع عقد الفروقات (يأخذ مركزًا قصيرًا) ليحقق ربحًا من انخفاض أسعار السندات. وعلى العكس، إذا تحسنت ظروف الائتمان، ترتفع أسعار السندات مما يسمح للمراكز الطويلة بالاستفادة.
المفاهيم الخاطئة والأخطاء الشائعة
1. الخلط بين سوق الائتمان وسوق الأسهم: يعتقد بعض المبتدئين خطأً أن السندات تتصرف مثل الأسهم. على عكس الأسهم، للسندات مدد استحقاق ثابتة وتدفقات نقدية متوقعة، ما لم يحدث تعثر.
2. تجاهل مخاطر الائتمان: تحمل أسواق الائتمان خطر تعثر المصدر في الدفع. يجب على المتداولين تقييم التصنيفات الائتمانية وظروف السوق بعناية. قد يؤدي تجاهل ذلك إلى خسائر غير متوقعة.
3. سوء فهم تأثير أسعار الفائدة: أسعار السندات حساسة لتغيرات أسعار الفائدة. عادةً ما تؤدي زيادة الأسعار إلى انخفاض أسعار السندات، مما قد يفاجئ المتداولين الذين يركزون فقط على أساسيات المصدر.
4. تجاهل فروق السيولة: ليست كل أدوات الائتمان سائلة بنفس القدر. تميل سندات الحكومة إلى سيولة عالية، بينما قد تكون سندات الشركات أو القروض أقل سيولة، مما يؤثر على سهولة التداول والتسعير.
الأسئلة المتعلقة التي يبحث عنها الناس كثيرًا
– ما الفرق بين سوق الائتمان وسوق السندات؟
– كيف تؤثر فروق الائتمان على أسعار السندات؟
– هل يمكن للمتداولين الأفراد الاستثمار مباشرة في أسواق الائتمان؟
– كيف يؤثر التصنيف الائتماني على عوائد السندات؟
– ما هي مقايضات التخلف عن السداد وكيف ترتبط بأسواق الائتمان؟
في الختام، يُعد سوق الائتمان أساسياً للنظام المالي العالمي، حيث يوفر منصة لإصدار وتداول الديون. فهم ديناميكياته، بما في ذلك العلاقة بين أسعار السندات والعوائد ومخاطر الائتمان، ضروري للمتداولين والمستثمرين الذين يسعون لتنويع استثماراتهم بعيدًا عن الأسهم أو أسواق الفوركس. سواء كان التداول مباشرًا في السندات أو عبر المشتقات مثل عقود الفروقات، فإن الإلمام الجيد بآليات سوق الائتمان يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة وإدارة المخاطر بفعالية.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس