السوق التي يتم فيها إصدار وتداول الأوراق المالية المدينّة.
سوق السندات، الذي يُشار إليه غالبًا بسوق الدين أو سوق الدخل الثابت، هو قطاع حيوي في النظام المالي العالمي حيث يتم إصدار وتداول الأوراق المالية المدينّة. على عكس سوق الأسهم، حيث يشتري المستثمرون حصص ملكية في الشركات، يتضمن سوق السندات شراء وبيع أدوات الدين—وهي في الأساس قروض يقدمها المستثمرون للمصدرين مثل الحكومات أو البلديات أو الشركات. يعد هؤلاء المصدرون بدفع المبلغ الأصلي عند الاستحقاق بالإضافة إلى دفعات دورية من الفوائد، المعروفة باسم الكوبونات.
واحدة من الوظائف الأساسية لسوق السندات هي توفير رأس المال للجهات التي تحتاج إلى تمويل لأغراض مختلفة، من مشاريع البنية التحتية إلى التوسعات الشركاتية. من ناحية أخرى، يجذب المستثمرون السندات لأنها تقدم عادة عوائد أكثر استقرارًا مقارنة بالأسهم، خاصة السندات الحكومية التي تُعتبر منخفضة المخاطر.
تأتي السندات بأشكال مختلفة، بما في ذلك سندات الخزانة، والسندات البلدية، والسندات الشركاتية، وغيرها. لكل نوع ملف مخاطر وخصائص عائد خاصة به. يتأثر سعر السند بعوامل مثل أسعار الفائدة، وتصنيفات الائتمان للمصدر، ومدة الاستحقاق. عندما ترتفع أسعار الفائدة، عادة ما تنخفض أسعار السندات، والعكس صحيح. هذه العلاقة العكسية هي مفهوم أساسي في تداول السندات.
صيغة شائعة تُستخدم لتقدير سعر السند هي القيمة الحالية للتدفقات النقدية المتوقعة:
Formula: Bond Price = ∑ [C / (1 + r)^t] + [F / (1 + r)^n]
حيث:
– C = دفعة الكوبون لكل فترة
– r = معدل الخصم أو العائد حتى الاستحقاق
– t = الفترة الزمنية
– F = القيمة الاسمية للسند
– n = إجمالي عدد الفترات حتى الاستحقاق
على سبيل المثال، إذا دفع سند شركات كوبون نصف سنوي بقيمة 25 دولارًا، وله قيمة اسمية 1000 دولار، ويستحق بعد 5 سنوات، فستقوم بخصم كل دفعة كوبون والمبلغ الأصلي إلى قيمتها الحالية باستخدام معدل الخصم المناسب لإيجاد السعر الحالي للسند.
يمكن رؤية مثال عملي لنشاط سوق السندات في تداول سندات الخزانة الأمريكية. افترض أن متداولًا مهتمًا بتداول عقود الفروقات على عقود سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات. إذا توقع السوق ارتفاع أسعار الفائدة بسبب مخاوف التضخم، فقد ينخفض سعر هذه السندات. قد يقوم المتداول بفتح مركز بيع على عقود سندات الخزانة لأجل 10 سنوات لتحقيق ربح من هذا الانخفاض المتوقع في السعر. وعلى العكس، إذا أشارت البيانات الاقتصادية إلى تباطؤ، مما يدفع الأسعار للانخفاض، قد يفتح المتداول مركز شراء على هذه العقود للاستفادة من ارتفاع أسعار السندات.
الأخطاء والمفاهيم الخاطئة الشائعة في سوق السندات تشمل التقليل من مخاطر أسعار الفائدة ومخاطر الائتمان. يفترض العديد من المستثمرين الجدد أن السندات استثمارات آمنة دائمًا، لكن السندات الشركاتية قد تتعرض للتعثر، مما يؤدي إلى خسائر. علاوة على ذلك، الاحتفاظ بالسند حتى الاستحقاق لا يضمن الربح إذا تم شراء السند بعلاوة أو إذا أدى التضخم إلى تآكل القيمة الحقيقية للعوائد. خطأ شائع آخر هو تجاهل تأثير التضخم على دفعات الكوبون الثابتة، والتي يمكن أن تقلل من القوة الشرائية مع مرور الوقت.
غالبًا ما يبحث الناس عن استفسارات ذات صلة مثل “كيفية تداول السندات”، “سوق السندات مقابل سوق الأسهم”، “ما الذي يؤثر على أسعار السندات”، و”حساب عائد السند”. فهم هذه الجوانب ضروري لأي شخص يرغب في تضمين السندات في محفظته الاستثمارية أو التداولية.
باختصار، سوق السندات هو ساحة معقدة لكنها أساسية لكل من المصدرين الباحثين عن رأس المال والمستثمرين الباحثين عن الدخل والتنويع. يتطلب التداول الناجح في هذا السوق فهمًا جيدًا لكيفية تأثير أسعار الفائدة، وجودة الائتمان، والظروف الاقتصادية على أسعار السندات وعوائدها.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس