السوق الذي يتم فيه إصدار وتداول السندات والأوراق المالية الأخرى ذات الدين.
سوق الدين، الذي يُشار إليه غالبًا بسوق السندات أو سوق الدخل الثابت، هو قطاع حيوي من الأسواق المالية العامة حيث يتم إصدار وتداول أدوات الدين. على عكس أسواق الأسهم، حيث يتم شراء وبيع حصص الملكية في الشركات، ينطوي سوق الدين على الاقتراض والإقراض من خلال أدوات مثل السندات، والسندات غير المضمونة، والسندات الإذنية، وغيرها من أدوات الدخل الثابت. يلعب هذا السوق دورًا أساسيًا في مساعدة الحكومات والشركات والكيانات الأخرى على جمع رأس المال لتمويل العمليات والمشاريع أو إعادة تمويل الديون القائمة.
في سوق الدين، يقوم المصدرون—مثل الحكومات أو الشركات—بعرض أدوات الدين على المستثمرين، الذين يقرضون المال مقابل وعد بدفعات فائدة دورية (دفعات القسيمة) وإعادة المبلغ الأساسي عند الاستحقاق. تشمل الخصائص الرئيسية لأدوات الدين معدل القسيمة، وتاريخ الاستحقاق، والقيمة الاسمية. يمثل معدل القسيمة الفائدة الثابتة التي تُدفع سنويًا أو نصف سنوي، ويُعد تاريخ الاستحقاق هو موعد استرداد المبلغ الأساسي.
تتذبذب الأسعار في سوق الدين بناءً على عدة عوامل، منها أسعار الفائدة، ومخاطر الائتمان، وتوقعات التضخم، والظروف الاقتصادية. هناك علاقة عكسية بين أسعار السندات وأسعار الفائدة: عندما ترتفع أسعار الفائدة، تنخفض أسعار السندات عادةً، والعكس صحيح. ويرجع ذلك إلى أن السندات القائمة ذات معدلات القسيمة المنخفضة تصبح أقل جاذبية مقارنة بالإصدارات الجديدة التي تقدم عوائد أعلى.
صيغة شائعة مرتبطة بتسعير السندات والعائد هي العائد حتى الاستحقاق (YTM)، الذي يمثل العائد الإجمالي المتوقع إذا تم الاحتفاظ بالسند حتى تاريخ الاستحقاق. صيغة YTM معقدة وعادةً ما تُحل بطرق تكرارية، لكن هناك تقريب مبسط هو:
Approximate YTM = (Coupon Payment + (Face Value – Price) / Years to Maturity) / ((Face Value + Price) / 2)
تساعد هذه الصيغة المستثمرين على مقارنة السندات ذات الأسعار والقسائم وتواريخ الاستحقاق المختلفة بشكل متسق.
مثال عملي على عمل سوق الدين يمكن رؤيته في تداول السندات الحكومية. على سبيل المثال، سوق سندات الخزانة الأمريكية هو واحد من أكبر وأكثر أسواق الدين سيولة على مستوى العالم. لنفترض أن مستثمرًا يشتري سند خزانة أمريكي لمدة 10 سنوات بقيمة اسمية 1000 دولار ومعدل قسيمة 3%. يتلقى المستثمر 30 دولارًا سنويًا كدفعات فائدة ويتوقع استرداد 1000 دولار عند الاستحقاق. إذا ارتفعت أسعار الفائدة في السوق إلى 4%، سينخفض سعر السند إلى أقل من 1000 دولار ليعكس قسيمة 3% الأقل جاذبية، مما يسمح للمستثمرين الجدد بتحقيق عائد مماثل للأسعار الحالية.
من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول سوق الدين أنه أقل خطورة من أسواق الأسهم. بينما غالبًا ما تكون أدوات الدين أقل تقلبًا وتوفر دخلًا ثابتًا، إلا أنها ليست خالية من المخاطر. مخاطر الائتمان—وهي خطر تخلف المصدر عن السداد—تمثل اعتبارًا مهمًا. على سبيل المثال، تقدم السندات عالية العائد أو “السندات الرديئة” معدلات قسيمة أعلى لتعويض المخاطر الأعلى للتخلف عن السداد. كما تؤثر مخاطر أسعار الفائدة ومخاطر التضخم على العوائد الحقيقية للسندات.
خطأ شائع آخر بين المتداولين هو تجاهل تأثير تحركات أسعار الفائدة على أسعار السندات، خاصة عند استخدام منتجات ذات رافعة مالية مثل عقود الفروقات (CFDs) على السندات أو المؤشرات المرتبطة بالدخل الثابت. نظرًا لأن أسعار السندات والعوائد تتحرك عكسيًا، فإن فهم هذه العلاقة أمر حاسم لإدارة المخاطر واتخاذ قرارات تداول مستنيرة.
غالبًا ما يبحث الناس عن أسئلة ذات صلة مثل “كيف يؤثر سوق الدين على أسعار الأسهم؟”، “ما الفرق بين سوق الدين وسوق الأسهم؟”، أو “كيف يتم تداول السندات باستخدام عقود الفروقات؟” يؤثر سوق الدين على الظروف المالية العامة، حيث يمكن لارتفاع عوائد السندات زيادة تكاليف الاقتراض للشركات والحكومات، مما قد يؤثر على تقييمات الأسهم. على عكس الأسهم، تقدم أدوات سوق الدين عوائد ثابتة وأولوية في حالة إفلاس المصدر لكنها عادةً ما تفتقر إلى إمكانات زيادة رأس المال.
باختصار، يعد سوق الدين مكونًا أساسيًا في النظام المالي العالمي، حيث يوفر آلية لجمع واستثمار الأموال من خلال أدوات الدين. فهم ديناميكياته، بما في ذلك التسعير، وحسابات العائد، والمخاطر، أمر ضروري للمتداولين والمستثمرين الذين يهدفون إلى تنويع المحافظ أو تحوط التعرضات.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس