تلاشي

التراجع هو استراتيجية تداول معروفة تعتمد على اتخاذ مراكز معاكسة لاتجاه السوق السائد بشكل متعمد. بدلاً من اتباع الزخم أو الركوب على حركة سعرية قوية، يراهن المتداول الذي يستخدم نهج التراجع على حدوث انعكاس أو ارتداد، متوقعًا أن الاتجاه الحالي إما مفرط أو بحاجة إلى تصحيح. تحظى هذه الاستراتيجية بشعبية بين المتداولين المتوسطين والمتقدمين الذين يسعون للاستفادة من ردود الفعل المبالغ فيها أو الإرهاق قصير الأجل في السوق.

في جوهرها، ينطوي التراجع على تحديد متى من المرجح أن ينقلب تحرك السعر بدلاً من الاستمرار. على سبيل المثال، إذا شهد سهم أو زوج عملات ارتفاعًا سريعًا، قد يدخل المتداول المتراجع مركز بيع، متوقعًا أن السعر سينخفض أو يسترجع جزءًا من مكاسبه. وعلى العكس، بعد هبوط حاد، قد يفتح المتداول المتراجع مركز شراء، متوقعًا ارتدادًا أو تعافيًا.

إحدى الطرق للتعامل مع التراجع هي استخدام المؤشرات الفنية التي تشير إلى حالات الشراء المفرط أو البيع المفرط، مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) أو نطاقات بولينجر. على سبيل المثال، إذا كان مؤشر RSI فوق 70، مما يشير إلى حالة شراء مفرط، قد يفكر المتداول المتراجع في بيع الأصل. وبالمثل، إذا لمس السعر أو تجاوز النطاق العلوي لنطاقات بولينجر، فقد يشير ذلك إلى حركة مفرطة تستحق التراجع.

من الناحية الصيغية، بينما لا يعتمد التراجع بشكل كبير على الصيغ المعقدة، غالبًا ما يستخدم المتداولون مستويات التصحيح لتقدير نقاط الانعكاس المحتملة. أداة شائعة هي تصحيح فيبوناتشي، التي تساعد في تحديد مستويات الدعم أو المقاومة حيث قد يحدث ارتداد سعري. على سبيل المثال، بعد حركة صعودية قوية، قد يتوقع المتداول المتراجع ارتدادًا إلى مستوى 38.2% أو 50% من فيبوناتشي قبل استئناف الاتجاه أو انعكاسه.

مثال واقعي على التراجع يمكن العثور عليه في سوق الفوركس خلال ارتفاع الفرنك السويسري في يناير 2015. عندما أزال البنك الوطني السويسري بشكل غير متوقع الحد الأدنى لزوج EUR/CHF، ارتفع الزوج بشكل حاد. انضم العديد من المتداولين المتبعين للزخم لركوب الاتجاه، لكن المتداولين المتراجعين الذين فتحوا مراكز بيع بعد الارتفاع مباشرة توقعوا تصحيحًا سريعًا. وبالفعل، استرجع الزوج قريبًا جزءًا كبيرًا من مكاسبه، مما كافأ من تراجعوا عن الارتفاع الأولي.

على الرغم من جاذبيتها، يحمل التراجع مخاطر كبيرة وسوء فهم شائع. أحد الأخطاء المتكررة هو افتراض أن الاتجاه سينعكس دائمًا بعد حركة قوية. في الواقع، يمكن للأسواق أن تبقى في حالة شراء مفرط أو بيع مفرط لفترات طويلة، وقد تكون الاتجاهات أقوى مما تبدو. التراجع مبكرًا جدًا أو بدون إشارات تأكيد يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة مع استمرار السعر في الاتجاه الأصلي.

مفهوم خاطئ آخر هو أن التراجع أكثر أمانًا بطبيعته من اتباع الاتجاه. بينما يمكن أن يوفر التراجع نقاط دخول جذابة مع وقف خسارة ضيق، إلا أنه يتطلب توقيتًا دقيقًا وإدارة مخاطر قوية. غالبًا ما يستهين المتداولون بسرعة استئناف الاتجاه للزخم، مما يؤدي إلى إيقاف الخسائر.

الاستفسارات ذات الصلة التي يبحث عنها الناس غالبًا تشمل “كيفية التراجع عن صفقة بنجاح”، “التراجع مقابل اتباع الاتجاه”، و”أفضل المؤشرات لاستراتيجية التراجع”. للتراجع بفعالية، يجب على المتداولين دمج التحليل الفني وبيانات الحجم والسياق الأوسع للسوق. على سبيل المثال، التراجع خلال فترات السيولة المنخفضة أو ضد أخبار أساسية قوية يمكن أن يكون خطيرًا بشكل خاص.

باختصار، التراجع هو استراتيجية معاكسة تنطوي على التداول ضد الاتجاه السائد مع توقع حدوث انعكاس أو ارتداد. يستخدم مؤشرات مثل RSI، نطاقات بولينجر، وتصحيحات فيبوناتشي لتحديد الحركات المفرطة. وعلى الرغم من ربحيتها عند توقيتها بشكل صحيح، يتطلب التراجع تحليلًا دقيقًا وإدارة مخاطر منضبطة لتجنب الخسائر الناتجة عن الاتجاهات المستمرة.

See all glossary terms

Share the knowledge

هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.

بواسطة ضمان ماركتس