عندما يكون جزء كبير من المحفظة مركّزًا في أصل واحد، قطاع واحد، أو سوق واحد، يزداد خطر الخسائر الكبيرة.

التعرض المفرط هو مفهوم حاسم في التداول وإدارة المحافظ الاستثمارية يشير إلى وجود جزء كبير جدًا من رأس مال استثمارك مركزًا في أصل واحد أو قطاع واحد أو سوق واحد. هذا التركيز يزيد من خطر الخسائر الكبيرة إذا كان ذلك الاستثمار المحدد يؤدي أداءً ضعيفًا. رغم أنه قد يبدو بديهيًا وضع رهانات أكثر على أفضل أفكارك، إلا أن التعرض المفرط يمكن أن يضر بشدة بالصحة العامة لمحفظتك وأداءها على المدى الطويل.

في جوهره، يعني التعرض المفرط نقص التنويع. التنويع هو استراتيجية أساسية لإدارة المخاطر تهدف إلى توزيع الاستثمارات عبر أصول أو قطاعات مختلفة لتقليل تأثير أي استثمار ضعيف الأداء. عندما تكون محفظتك معرضة بشكل مفرط، تصبح حساسة جدًا لتقلبات الأسعار في ذلك المجال المحدد. على سبيل المثال، إذا كان 60% من محفظتك مستثمراً في أسهم التكنولوجيا، فإن تراجع قطاع التكنولوجيا قد يمحو جزءًا كبيرًا من ممتلكاتك.

طريقة بسيطة لقياس التعرض هي حساب نسبة تخصيص كل أصل مقارنة بإجمالي المحفظة. الصيغة: Exposure (%) = (Value of Asset / Total Portfolio Value) × 100. إذا كانت هذه النسبة مرتفعة بشكل غير متناسب لأصل أو قطاع واحد، فمن المحتمل أنك معرض بشكل مفرط.

مثال واقعي على التعرض المفرط حدث خلال فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات وأوائل الألفينات. كان العديد من المستثمرين والصناديق مستثمرين بشكل كبير في أسهم الإنترنت والتكنولوجيا، أحيانًا تشكل الأغلبية في محافظهم. عندما انفجرت الفقاعة، خسر مؤشر NASDAQ Composite حوالي 78% من قيمته بحلول عام 2002. المستثمرون الذين كانوا معرضين بشكل كبير لأسهم التكنولوجيا تكبدوا خسائر مدمرة، بينما الذين لديهم محافظ أكثر تنويعًا أدوا بشكل أفضل.

في سياق تداول الفوركس (FX) أو عقود الفروقات (CFD)، قد يعني التعرض المفرط تخصيص جزء كبير جدًا من رأس مال التداول لزوج عملات واحد أو مؤشر واحد. على سبيل المثال، المتداول الذي يضع 80% من رأس ماله في عقود فروقات EUR/USD يكون معرضًا بشدة لتحركات هذا الزوج. إذا ضعف اليورو بشكل حاد مقابل الدولار الأمريكي بسبب بيانات اقتصادية غير متوقعة أو أحداث جيوسياسية، قد يواجه المتداول خسائر كبيرة.

الأخطاء الشائعة المتعلقة بالتعرض المفرط غالبًا ما تنبع من اتخاذ قرارات عاطفية أو ثقة مفرطة في صفقة معينة. أحيانًا يقوم المتداولون بـ”الزيادة في الرهان” على مراكز خاسرة، معتقدين أن السوق سينعكس، مما يزيد من التعرض والمخاطر. بالإضافة إلى ذلك، هناك اعتقاد خاطئ بأن التعرض المفرط يهم فقط المستثمرين المؤسسيين الكبار، لكن حتى المتداولين الأفراد يمكنهم تدمير حساباتهم بتركيز كبير على صفقة أو قطاع واحد.

الأسئلة المرتبطة التي يطرحها الناس كثيرًا تشمل: كيف تتجنب التعرض المفرط في التداول؟ ما هو مستوى التعرض الآمن لكل صفقة؟ كيف يؤثر التعرض المفرط على إدارة المخاطر؟ النصيحة العامة هي تحديد التعرض لأي مركز أو قطاع بنسبة يمكن التحكم بها من المحفظة، وغالبًا ما يُقترح بين 1% و5% لكل صفقة للأصول الأكثر خطورة. بالنسبة لتعرض القطاع أو فئة الأصول، فإن الحفاظ على تخصيص أي أصل واحد أقل من 20% إلى 30% يمكن أن يساعد في الحفاظ على التوازن.

في الختام، التعرض المفرط هو فخ خطير للمتداولين والمستثمرين على حد سواء. يساعد التنويع الصحيح، وتحديد حجم المراكز بشكل منضبط، والمراجعة المستمرة للمحفظة في تقليل هذا الخطر. تذكر، لا صفقة أو أصل مضمون النجاح، لذا فإن توزيع رهاناتك وإدارة التعرض هو المفتاح للنجاح على المدى الطويل في التداول.

See all glossary terms

Share the knowledge

هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.

بواسطة ضمان ماركتس