فارق العائد
فارق العائد: فهم الفرق في عوائد السندات
عند تداول السندات أو أدوات الدين، يواجه المستثمرون والمتداولون غالبًا مفهومًا رئيسيًا وهو “فارق العائد”. ببساطة، يشير فارق العائد إلى الفرق في العوائد بين سندين أو أوراق مالية ذات دخل ثابت. وهو مقياس أساسي يُستخدم لتقييم القيمة النسبية، والمخاطر، ومعنويات السوق.
ما هو فارق العائد؟
العائد على السند يمثل العائد الذي يمكن للمستثمر توقعه إذا تم الاحتفاظ بالسند حتى تاريخ الاستحقاق. نظرًا لاختلاف السندات من حيث المصدر، وجودة الائتمان، ومدة الاستحقاق، وعوامل أخرى، تختلف عوائدها. يقوم فارق العائد بقياس هذا الفرق:
الصيغة:
فارق العائد = عائد السند أ − عائد السند ب
عادةً ما يقارن المتداولون عائد السند بمعيار مثل السندات الحكومية (الخزينة)، أو بين سندات ذات مدة استحقاق مماثلة ولكن بجودة ائتمانية مختلفة. على سبيل المثال، يُستخدم الفارق بين سند شركة وسند خزينة أمريكي بنفس مدة الاستحقاق غالبًا لقياس علاوة مخاطر الائتمان التي يطالب بها المستثمرون.
لماذا فارق العائد مهم؟
يوفر فارق العائد رؤى حول تصورات السوق للمخاطر. يشير الفارق الأوسع عادةً إلى ارتفاع المخاطر الائتمانية المتصورة أو عدم اليقين في السوق، حيث يطالب المستثمرون بعائد أعلى مقابل تحمل مخاطر إضافية. وعلى العكس، يشير الفارق الأضيق إلى تحسن الجدارة الائتمانية أو زيادة الثقة في السوق.
على سبيل المثال، خلال فترات الضغوط الاقتصادية، تميل فروق سندات الشركات إلى التوسع مقارنة بالسندات الحكومية مع توجه المستثمرين نحو الأصول الأكثر أمانًا. يساعد مراقبة هذه الفروق المتداولين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التعرض للمخاطر والعوائد المحتملة.
مثال عملي في التداول
افترض أن مستثمرًا يقارن بين سندين: سند خزينة أمريكي لمدة 10 سنوات بعائد 3.0%، وسند شركة لمدة 10 سنوات صادر عن شركة تكنولوجيا معروفة بعائد 4.5%. يكون فارق العائد هنا:
فارق العائد = 4.5% − 3.0% = 1.5% (أو 150 نقطة أساس)
يعوض هذا الفارق البالغ 1.5% المستثمر عن المخاطر الإضافية، مثل مخاطر الائتمان والسيولة، المرتبطة بسند الشركة. إذا ساءت ظروف السوق وانخفض تصنيف الائتمان للشركة، قد يرتفع عائد سندها إلى 5.0%، مما يزيد الفارق إلى 2.0%. يمكن للمتداولين الذين يراقبون هذه التغيرات تعديل محافظهم وفقًا لذلك، من خلال بيع السندات الأكثر خطورة أو تحوط التعرض.
المفاهيم الخاطئة والأخطاء الشائعة
من المفاهيم الخاطئة الشائعة اعتبار فارق العائد رقمًا ثابتًا أو مستقرًا. في الواقع، تتقلب الفروق باستمرار بناءً على البيانات الاقتصادية، وتغيرات أسعار الفائدة، والأحداث الجيوسياسية، والأخبار الخاصة بالمصدر. افتراض ثبات الفروق قد يؤدي إلى تسعير خاطئ للمخاطر.
خطأ آخر هو تجاهل عامل مدة الاستحقاق. مقارنة العوائد بين سندات ذات مدد استحقاق مختلفة دون تعديل حسب المدة يمكن أن يضلل المستثمرين. فالسند لمدة 5 سنوات سيكون له عائد مختلف بطبيعته عن سند لمدة 10 سنوات بسبب مخاطر الوقت، لذا من الأفضل مقارنة الفروق بين سندات ذات مدد استحقاق متقاربة.
يسأل الناس أيضًا كثيرًا: “ما الذي يسبب اتساع أو تضييق فروق العائد؟” الجواب يكمن أساسًا في تصور مخاطر الائتمان، وظروف السيولة، والتوقعات الاقتصادية الكلية. على سبيل المثال، قد يشير تضييق الفروق إلى تحسن في الظروف الاقتصادية أو زيادة في شهية المخاطرة، بينما يشير اتساع الفروق غالبًا إلى الحذر أو النفور من المخاطر.
استفسارات ذات صلة
ما الفرق بين فارق العائد وفارق الائتمان؟ رغم ارتباطهما، يشير فرق الائتمان تحديدًا إلى الفرق في العائد بين سند شركة وسند حكومي خالي من المخاطر، مع التركيز على مخاطر الائتمان. أما فارق العائد فهو مصطلح أوسع يمكنه مقارنة أي عائدين لسندين.
كيف تؤثر فروق العائد على أسعار السندات؟ عمومًا، عندما تتسع الفروق، تنخفض أسعار السندات (وترتفع العوائد)، مما يعكس زيادة المخاطر، والعكس صحيح.
كيف تؤثر أسعار الفائدة على فروق العائد؟ تؤدي تغييرات أسعار الفائدة المرجعية إلى تحريك جميع العوائد، لكن الفرق النسبي — فارق العائد — يعتمد على كيفية تطور مخاطر الائتمان والسيولة.
باختصار، فهم فروق العائد أمر حاسم للمتداولين في السندات، أو عقود الفروقات ذات الدخل الثابت، أو المؤشرات المرتبطة بأسواق الائتمان. فهو يوفر نافذة لتقييم المخاطر، ومعنويات السوق، والفرص المحتملة. مراقبة الفروق إلى جانب مؤشرات أخرى يمكن أن تعزز قرارات التداول وإدارة المخاطر.
META TITLE
شرح فارق العائد: مؤشر رئيسي في سوق السندات
META DESCRIPTION
تعرف على ما هو فارق العائد، وكيفية حسابه، ولماذا هو مهم لتداول السندات وتقييم المخاطر. يشمل أمثلة عملية وأخطاء شائعة يجب تجنبها.
Share the knowledge
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.
بواسطة ضمان ماركتس