مؤشر فني يقوم بتنعيم بيانات السعر لتحديد الاتجاهات.

المتوسط المتحرك هو واحد من أكثر المؤشرات الفنية استخدامًا في التداول، ويُقدَّر لبساطته وفعاليته في مساعدة المتداولين على تحديد الاتجاهات في بيانات الأسعار. في جوهره، يقوم المتوسط المتحرك بتنعيم تقلبات الأسعار قصيرة الأجل، مما يوفر رؤية أوضح لاتجاه السوق الأساسي. هذا مفيد بشكل خاص في الأسواق التي يمكن أن تكون تحركات الأسعار فيها صاخبة وعشوائية، مثل الفوركس، الأسهم، العقود مقابل الفروقات (CFDs)، أو المؤشرات.

هناك عدة أنواع من المتوسطات المتحركة، لكن الأكثر شيوعًا هما المتوسط المتحرك البسيط (SMA) والمتوسط المتحرك الأسي (EMA). يتم حساب المتوسط المتحرك البسيط بجمع أسعار الإغلاق على عدد معين من الفترات ثم القسمة على هذا العدد. على سبيل المثال، المتوسط المتحرك البسيط لمدة 10 أيام يجمع أسعار الإغلاق لآخر 10 أيام ويقسمها على 10. الصيغة تبدو كالتالي:

Formula: SMA = (P1 + P2 + … + Pn) / n

حيث تمثل P السعر في فترة معينة، و n هو إجمالي عدد الفترات.

أما المتوسط المتحرك الأسي، فيعطي وزنًا أكبر للأسعار الحديثة، مما يجعله أكثر استجابة للتغيرات الأخيرة في السوق. تتضمن صيغة EMA عامل تنعيم، يُحسب غالبًا كالتالي:

Formula: EMA_today = (Price_today × k) + (EMA_yesterday × (1 − k))

حيث k = 2 / (n + 1)، و n هو عدد الفترات.

باستخدام المتوسطات المتحركة، يمكن للمتداولين تحديد اتجاه الترند، ومستويات الدعم والمقاومة المحتملة، وتوليد إشارات التداول. على سبيل المثال، استراتيجية شائعة هي تقاطع المتوسطات المتحركة، حيث يعبر المتوسط المتحرك قصير الأجل فوق المتوسط المتحرك طويل الأجل، مما يشير إلى احتمال وجود اتجاه صاعد، أو العكس في حالة الاتجاه الهابط.

لتوضيح ذلك، لنأخذ متداولًا يحلل زوج العملات EUR/USD على الرسم البياني اليومي. قد يستخدم المتوسط المتحرك البسيط لمدة 50 يومًا والمتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم. عندما يعبر المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا فوق المتوسط المتحرك لـ 200 يوم — وهو نمط يُعرف باسم “الصليب الذهبي” — غالبًا ما يشير إلى اتجاه صاعد قوي. وعلى العكس، عندما يعبر المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا تحت المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، وهو ما يُعرف بـ “الصليب الميت”، فإنه يشير إلى احتمال وجود اتجاه هابط. لوحظ أن هذه التقاطعات تسبق تحركات سعرية كبيرة في أسواق مختلفة، مما يساعد المتداولين على اتخاذ مواقف مناسبة.

على الرغم من فائدتها، فإن المتوسطات المتحركة تأتي مع بعض القيود والمفاهيم الخاطئة الشائعة. أحد الأخطاء المتكررة هو الاعتماد فقط على المتوسطات المتحركة دون مراعاة السياق الأوسع للسوق أو مؤشرات أخرى. نظرًا لأن المتوسطات المتحركة هي مؤشرات متأخرة — تعتمد على بيانات الأسعار السابقة — فقد تقدم إشارات متأخرة خلال الأسواق المتقلبة أو الجانبية، مما يؤدي إلى دخول أو خروج خاطئ.

مفهوم خاطئ آخر هو افتراض أن خط المتوسط المتحرك نفسه يعمل كمستوى دعم أو مقاومة صارم. رغم أن السعر قد يرتد أحيانًا من المتوسط المتحرك، إلا أن ذلك غير مضمون، ويجب على المتداولين تجنب وضع الصفقات بناءً فقط على هذا الافتراض.

بالإضافة إلى ذلك، يؤثر اختيار الفترة (عدد نقاط البيانات المستخدمة في المتوسط) بشكل كبير على حساسية المؤشر. الفترات الأقصر (مثل 10 أو 20) تستجيب بسرعة لكنها قد تولد إشارات خاطئة أكثر، بينما الفترات الأطول (مثل 100 أو 200) تقلل من الضوضاء لكنها قد تؤخر الإشارات. إيجاد التوازن الصحيح يعتمد على أسلوب المتداول والسوق الذي يتم التداول فيه.

الاستفسارات المرتبطة غالبًا ما تشمل: “كيفية استخدام المتوسطات المتحركة في التداول؟”، “الفرق بين SMA و EMA”، “أفضل فترات المتوسط المتحرك للفوركس”، و”استراتيجية تقاطع المتوسطات المتحركة.” يبحث المتداولون كثيرًا عن إرشادات حول دمج المتوسطات المتحركة مع أدوات أخرى مثل RSI أو MACD لتأكيد الإشارات وتحسين اتخاذ القرار.

باختصار، المتوسطات المتحركة هي جزء أساسي من التحليل الفني، تساعد المتداولين على تصور الاتجاهات وفرص التداول المحتملة. ومع ذلك، يتطلب التطبيق الناجح فهم طبيعتها المتأخرة، واختيار الفترات المناسبة، ودمجها مع طرق تحليل أخرى لتجنب الأخطاء الشائعة.

See all glossary terms

Share the knowledge

هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يعد مؤشراً على النتائج المستقبلية. رأس مالك معرض للخطر، يرجى التداول بمسؤولية.

بواسطة ضمان ماركتس